الفصل الثامن و العشرون

8.7K 356 20
                                    

روايـة "اقتسـره العشـق"
"الفَصْلُ الثَّامِنُ وَالعِشْرِونَ"

الشئ الذي يُقرب بين النّـاس
هو العـذاب المُشترك

وقيـل أن أكبر العذاب هو أنتظار من لن يأتي، تلك الحكمــة كانت تجول في بالهـــا مُنذ أن أكتشفت وجودهـــا في بيت أعمامهـــا ووالدهـــا الذي لم ولن تعترف بـ وجوده بعدمــا جعلهـا تُعيش في حالة يُصعب الوصف، تُعيش بجسدهـــا فقط ولكن وجود روحهــا التي قُتلت من كثره الألم والعذاب، دموعهــــا الحارقـة التي أغرقتهــا أيام وليالٍ جفت، ودّت أن تبكي كثيرًا ولكن لم تجد دمعـة واحدة تذرفهـــا.

أغمضت "سارة" عينيهـــا بقهرٍ وهي تتذكر لحظة فتح جفنيهــا، وقبل أن تدرك أي شئ وجدت صفعــة قويـة تهبط على وجنتهـــا وقبل أن تستوعب شعرت بمن يجذب شعرهـا بقسوة، حاولت الإستيعاب ما يدور حولهــا وهي تصرخ من شدة الألم، أتسعت عيناهــــا تدريجيًا وهي ترى والدهـــا يقف مع رجلان وينظرون إليهــا نظرات ترتجف لهـا الأبدان، صرخت مرة أُخرى حينمـا جذبتهــا تلك المرأة من شعرهــا بقسوة أشد هادرة بجموح:
-فــاجرة، البت عيارهـــا فلت.

رددت "سارة" بهمسٍ مذهول:
-إنتوا مين؟؟..

صفعــة عنيفـة من عمتهــــا "زاهيـة" وهي تصرخ بغضب:
-أقفلي خشمك، معوزاش أسمع حسك يا فـاجرة.

سالت دموعهـــا بقهر، في حين دنا منهــا والدهـا قليلاً وهو يهدر بغضب:
-دول أعمامك يا سـ*** يا و****، ودي عمتك، هيربوكي من أول وجديد بعد عملتك السودة، بعد ما خونتي جوزك يا حـ*** يا مـ****، وأنا أعدلك ومش ورايا حاجـة، هربيكي يا إما هغسل عارك بيدي.

شهقت "سارة" بصدمــة عارمــة بعد كلمات والدهــــا، خائنة!.. كيف يخبر الجميــع بتلك الكذبـة التي تمس شرفهــا، فـ وجدت نفسهــــا تصرخ بألم:
-كــــدب، ســـامر طلقنــــي وخلاص الموضوع إنتهى، والله العظيم ما خونتــــه، أنا مظلومــة، آآآآه.

لطمـة قويـة نزلت فوق عينهــا اليُمنى لتختفي الرؤيـة أمامهـــا لحظات وهي تسمع صوت أحد أعمامهـــا ينهرهـــا:
-إنتي تسكتي ساكت، مسمعش حسك ده واصـل، دي آخرة الجاعدة في مصر.

سمعت صوت عمهــا الآخر يقول في غضب:
-دي غلطتنـا لما سبناهــا تجعد وتتربى في مصر.

ردت عليــه زوجتــــه بحدة:
-مش غلطتنـا ولا حاجـة، مُنتظر إيـه من واحدة أمهــا فاجرة، أكيد بتهــا طالعهــا زيهــا و...

صرخت "سارة" بعصبية:
-محدش يجيب سيرة ماما، روحوا حاسبوا بابا الأول إللي مفكرش بيشوفنـي ويربيني.....

جذبهـــا عمهــا الكبير من خُصلات شعرهــــا لتتوالى الصفعات العنيفة على وجههــــا وهو يصرخ بهــــا:
-يا جليلة الربايــة والشرف، تروحي تخوني جوزك إللي صانك وسترك، إنتي في موتك رحمــة يا ****.

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن