الفصل الثلاثون

8.9K 329 18
                                    

رواية "اِقتسره العشق"
"الفَصْلُ الثَّلاثونَ"

الإدراك هو أسوء ما يتميز بـهِ الإنسان

مُنذ تلك المعلومات التي وصلت إليــه وهو يحاول الوصول إلى فكرة تحمي زوجتــه قبل أن يحمي ذاتـه، ذلك الهدوء ما قبل العاصفـة سبب لـه بعض من القلق، سحب نفسًا حادًا وهو ينظر حولـــه بـ عينيــه القاسيتين.. الحادتين كي يتأكد من عدم مُراقبـة أحد لـه.

أوقف سيارتـــه أخيرًا أمام سيارة "رحيــم"، ما أن رأه الأخير حتى خرج من سيارتـــه والجديـة مُرتسمة بوضوح على تعبيرات وجهه، وقف أمامـــــه واضعًا يديــهِ داخل جيبي بنطالـــه قبل أن يتسائل بـ صوتٍ جدًّ:
-المفروض كُنا نتقابل بدري عن كده؟؟..

رد "سيف" عليـهِ بصوتٍ أجش:
-حاجات حصلت منعت المُقابلة تحصل في ميعادهــا، المُهم نتكلم فإللي يُخصك ويُخص ثروت.

رفع "رحيم" حاجبــه مُتسائلاً بريبة:
-قصدك إيــه؟؟..

عقد "سيف" ساعديــه أمام صدره مُبتسمًا بتهكم:
-إنت بتتعامل مع سيف النصــار، عارف يعني إيـه؟؟..

ضيق "رحيــم" عينيــه، فـ أكمل بحدة:
-يعني وأنا بتعامل معاك ببقى لازم عارف كل حاجــة عنك، وده إللي حصل، عرفت كل حاجة تخصك، بس كنت مستني إنك تتجرأ وتتكلم في الماضي، لكن الظاهر ده مش هيحصل، والوقت أساسًا بقى قليل.

حك "رحيم" مؤخرة عنقــه وهو يتسائل:
-يعني عرفت حكايتي مع ثروت؟؟..

أتسعت إبتسامتــه الجانبية مُجيبًا بثقة:
-طبعًا، مش ثروت ده كان شريك والدك زمان في كل شُغلـه؟؟..

إمتعضت ملامحـــه بشدة، فـ تابع بجمود:
-ومش بس كده، ده أتجوز والدتك بعد وفـاة أبوك لغايـة ما سرق كل حاجـة تخصكم وطلقهـــا، وكان في التوقيت أتجوز واحدة مركزهـا كبير قبلهـــا بـ فترة مش قليلة من وراهــا وخلف منهـا كمان، ولما كبرت إنت وأختك، إبنــه ظهر فـ حياتكم، البداية جت من عند أختك لما حطهـا في دماغـــه، وجه يرسم عليهـــا وقرر يُحطها ضمن قائمة البنات إللي عرفهم، بس هي رفضت، وأنت لما عرفت، فضلت تدور على بياناتـه لغاية ما أكتشفت مين أبوه.

تلاشت إبتسامتـــه وهو يحدجــه بجديـة:
-الإنتقام إللي كان نفسك تاخده جه لحد عندك، فـ بدأت تعرف معلومات عن شغلــه، لغايــة ما عرفت أن أعماله غير مشروعـة بس مش عارف تمسك دليل واحد ضده، وحصل أن إبنـه حاول يغتصب أختك بس إنت لحقتهـا وقتلتـــه.

قست عينـــــاه بشدة مع إحتراق قلبـــه في تلك اللحظة تحديدًا وهو يتمتم بصوتٍ عنيف:
-وإللي بسببـه ثروت حاول ينتقم منك ويقتلك، بس بدل الرصاصة ما كانت تيجي فيك، جت فـ حُسام، أخويـــا.

أطرق "رحيم" رأســـه بعد ذلك الألم الذي أعترى قلبـــه، تابــع "سيف" بـ عينين حمراوتين بشدة:
-خد بالــه أن في حد عاوز يقتلك، فـ قام وقف قدامك على طول عشان الرصاصة تيجي فيـه هو، ويسيبك عايش.

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن