الفصل الثالث و العشرون

10K 392 25
                                    

روايـة "اقتسـره العشـق"
"الفَصْلُ الثَّالِثُ وَالعِشْرِونَ"

المشاعر الجميلـة.. والحيـاة السعيدة.. ونبـع الحُب..
لا يكون إلا مع شخص واحد في حياتنـا..
وهو أنتِ..

بهت وجهه وهو يُعيد المقطع المصور وكأنــه لا يُصدق ما يراه، يُحدق في شاشـة هاتفــه بـ نظرات خاليـة من الحيــاة وكأنه شرد في عالم آخر، تجمدت تعابير وجهه عقب تلقيه ذلك الخبر المفجع، بلع ريقــه بصعوبــة وهو يترك هاتفـــه بعدم إستيعاب، وبدون أن ينبس بـ كلمـة واحدة وثب واقفًا ثم تحرك بخُطى مُتعجلة نحو الدرج، تابعت "كارمـا" حالتــه بـ نظراتٍ قلقـة، وقعت عيناهــا على هاتفـــه فـ بدون تفكير أمسكتــه كي ترى ذلك الشئ الذي جعلــه في تلك الحـالة المُريبة.

أقل من دقيقة، وكان صوت شهقتهـــا قد  أرتفعت بالمكان، تركت الهاتف وهي تهمس بصدمـة جليـة:
-ينهـار أسود، مش مُمكن، مُستحيل.

أبعدت خُصلات شعرهـا عن وجههــا وهي تهمس بقلق:
-سيـف.

هبت واقفــة راكضة نحو الدرج، توجهت نحو غُرفتهمــا وهي تغمغم بـ كلمات غير مفهومــة، وقبل أن تُدير مقبض الباب أستمعت إلى أصوات تحطم عالٍ، جحظت عيناهــا بصدمــة وحينمــا حاولت فتح الباب وجدتــه مُغلق، طرقت على الباب بقوة وهي تهدر بقلق شديد:
-سيـف، سيــف أفتح الباب.

صمتت للحظتين فقط قبل أن تطرق مرة أخرى بقوة أكبر وهي تصرخ:
-أفتــح الباب يا سيف، خلينـي أدخل، أطمن عليك، سيــــف.

سمعت صوت تهشم زجاج تلك المرة، وكأنــه زجاج المرآة، أنتباهـــا الهلــع وهي تهدر بعُنف:
-أفتـــح الباب، سيــف، سيــــــف.

أنتظرت لثوانٍ معدودة حتى وجدتــه فتح الباب، وأطل منـه هو بـ هيئــة مُخيفـة تُلقي الرعب في النفس، إلا أنهـا لم تشعر سوى بالراحـة بعد رؤيته واقفًا بخير أمامهــا، وضعت يدهـا على صدرهـا تتنفس بـ عُمق قبل أن تهمس بإسمــه:
-سيف.

وقعت عيناهــا على يده لتجدهــا تنزف بغزارة.. مليئــة بالدمـاء، شهقت برعب وهي تسألـه:
-إنت عملت إيـه؟؟..

دخلت إلى الغُرفــة بخُطى سريعـة، فـ وجدت أن المرآة الكبيرة التي تحتل مساحة حائطًا بأكملــه قد تحولت إلى شظايـا على الأرض، حركت رأسهــا بذهول بعدما علمت بأنه فعل ذلك بـ قبضـة يده، ألتفتت إليـه بـ جسدهــا ولكن صُعقت حينمـا وجدتــه غادر.

ركضت خــارج الغُرفــة عسى أن تلحق به، ولكن وجدتــه يخرج من القصر بخطوات مُتعجلــة، هبطت إلى الأسفل وهي تهدر بقلق:
-سيــــف، أستنى.

وقبل أن تصل إلى باب القصر أستمعت إلى صوت سيارتـــه وهي تغادر من المكان بأكملهـــا، وضعت يدهــا على رأسهـــا وهي تهمس في حيرة:
-أتصرف إزاي دلوقتـي؟؟.. مينفعش يفضل لوحده.

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن