الفصل الخامس والعشرون

10.1K 382 26
                                    

روايـة "اِقتسـره العشـق"
"الفَصْلُ الخَّامِسُ وَالعِشْرِونَ"

قلب الإنسان هو جنتـه أو جحيمـــه

بعد مرور أكثر من شهران وعشرة أيـام، تطورت علاقـة "سيف" بـ "كارمـا" كثيرًا، حيثُ عاشـا بعض من المواقف الرومانسية وأُخرى كوميدية، يتحدث مرة معهـا بـ لباقـة تجعلهـا تتعجب ومرة أُخرى بـ عبث وزائد عن الحدّ يصل إلى الغزل الصريح، فـ تصرخ بغضب من شدة خجلهـا ثم ترحل من أمامه سريعًا، ولكن بدأت تعتاد على كلماتــه.. أحاديثـه التي تُرضي غرور الأُنثى بهـا.

وهو يحاول أن يصل إلى خيط يجعلــه يصل إلى عدوه الوحيد حتى الآن، لم يهتم كثيرًا بـ أمر معرفة الخائنة التي تعمل لديـه، فـ وقتهـا لم يأتي بعد، وبكل الطرق حاول التقرب منهــا حتى تأكد بـ وقوعهـا في مصيدة العشق، كل ما تبقى هو الأعتراف.. وسيحدث.

******
هبطت "كارمــا" ببُطء على الدرج مُبتسمة بـ بهجـة، بادلهــا إبتسامة إعجاب جلي وبريق الإنبهار ظهر بداخل عينيـه الخضرواتين وهو يتأمل ذلك الثوب الذي قام بإختياره بـ نفسـه، عينــاه الآتي تأكلهــا بدءٍ من وجههـا المتورد وشفاهـا المُمتلئة بإغراء، وثوبهــا الذي يصل إلى كاحلهـا ولكنهـا ضيقـة بـ درجة كبيرة على جسدهـا، بالإضافـة إلى أنها من كلا الجانبين حتى منتصف الفخذ، وكذلك ذراعيهـا مشقوقان من المنكب حتى معصمهـا، وفتحة العنق الواسعة التي أظهرت عظمتي الترقوة.

وقفت أمامــه وقبل أن تسأله، كان يقول بشرود وعينـاه تتألق أكثر وأكثر:
-يخربيت حلاوتك.

إبتسامة واسعة أرتسمت على شفتيهـا وهي تسألـه بـ أمل:
-بجد يا سيف؟؟..

إرتفعت وتيرة أنفاسـه وهو يطوق خصرهـا قائلاً:
-إنتي عندك شك في ده؟؟.. أنا ناهيتي على إيدك.

ضحكت بـ سعادة وهي تقول وقد رفعت حاجبيهـا:
-الله يجبر بخاطرك.

رفع حاجبيـه بغيظ فـ بدون أن ينبس بكلمة واحدة، جذبهـا إليه أكثر كي يكسح شفتيهـا بلا رحمـة، قُبلـة عاصفـة إستهلكت طاقتهمـا معًا، قُبلـة صـارخـة بعشقهمـا الأبدي، ضمهـا إلى صدره بقوة وكأنه غريق.. وهي القشة المُتعلق بهــا.

******
جلس "رؤوف" على الأريكـة أمام "سامر" الذي رحب به كثيرًا، فـ إنتقامـه الأعمى على وشك أن يتحقق، تمعن الأخير محتويات المنزل بـ نظرات فضوليـة قبل أن يعاود النظر إليــه مُبتسمًا بخُبثٍ لئيم يُليق بـهِ كثيرًا، بادلـه الأخير إبتسامة ماكرة وهو يسألــه:
-إيـه إللي جابك ياترى؟؟.. أكيد في حاجة عاوز تقولهـا.

رد عليهـا الأخيرة بـ بسمة مُتكلفة:
-أنا تعبت عُقبال ما وصلت للعنوان بتاعك، خصوصًا المحروسـة بنتي معرفش بيتهـا بعد ما أمهـا الله يهدهــا عزلت وخدتهـا، ده غير أنها غيرت نمرتهـا عشان كده جيتلك هنا لأني عارف المكان.

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن