الفصل الحادي عشر

10.9K 427 31
                                    

روايـة "اقتسـره العشـق"
"الفَصْلُ الحَّادِي عَشَرَ"

مرحبًا بكِ في الجحيـم
فـ أنا سيدهـــا

أتسعت حدقتـاه ذهولاً بعد عبارتـه الصادمـة تلك، وأنقبض قلبــه بقوة، أنعقد لسانـه عن اللفظ قبل أن يرفع يده يمسح على شعره بقوة محاولاً تمالك أعصابـه، تسائل بصوتٍ أجشّ:
-وصلتوا إزاي أنهـا ورا الموضوع ده؟؟..

رد عليـه الضابط بثبـات:
-الراجل إللي شال فرامل العربية، جه هنـا وأعترف بجريمتـه وقال أن ورا الموضوع وإللي طلبت منـه تبقى كـارمــا عزيـز.

صمت "سيف" قليلاً قبل أن يقول بجمود:
-آه تمام.

هتف "محفوظ" بجديـة:
-دلوقتي بعت أمر بضبط وإحضارهـا هنا، يعني في خلال عشر دقايق هتكون هنا في مكتبي.

أعتدل "سيف" في جلستـه وهو يتمتم بـ عينين قاسيتين:
-أنا لازم أبقى أتكلم معاهـا.

سألــه الضابط بإهتمام:
-حضرتك تعرفهـا؟؟..

حرك رأسـه بإيماءة خفيفة وهو يقاوم شعور الغضب الجامح الذي بداخلـه.. وعينيـه الخضراوتين بدت قاسية ومُظلمـة.. وتعبيرات وجهه تعلن عن بدايـة جحيم.

******
أرتعدت نظرات "يوسف" نحوهــا بعدمـا بدت على وشك فقدان وعيهـا، وقبل أن يسألهــا كانت أغمضت عينيهـا مترنحـة بجسدهـا نحوه فـ أسرع بإسندهــا ولكنهـا هوت في أحضانـه مغشيةً عليهــا فـ صرخ مذعورًا:
-ســـارة، ردي عليـاااا.

حاوطهـا بـ ذراعيـه حيثُ أخفض ذراعـه ليلف خصرهـا به، ثم مرر الآخر أسفل ركبتيهـا ليحملهـا، تحرك "أنور" نحوهمــا كي يقدم له المساعدة في حملهـا، ولكن سُرعان ما هدر "يوسف" فيـه بغضبٍ:
-ملكش دعوة بيهـا، أبعد عنهـا.

تسائل "أنور" بإستنكـار:
-إنت إزاي تتكلم معايا كده؟؟..

صرخ "يوسف" بعصبية:
-أنا مش ناقصك، أبعد عني وإلا ممكن أطلع غضبي كلـه عليك.

حضر أحد أفراد الأمن بعد وصولــه إلى أصواتٍ عاليــة، وقف أمامهم وهو ينطق بـ:
-في إيـه يا فندم؟؟.. مالهـا الأستاذة سـارة؟؟..

أشـار بـ عينيــهِ قائلاً بصيغة آمرة:
-الإسعاف إللي واقف تحت للطوارئ، خليهم يجوا هنـا عشان نشوف مالهــا.

أشـار بيده وهو يتراجع للخلف:
-طيب لحظة يا فندم.

دقيقة وكان وصل فرد الأمن وخلفــه أثنين من الأطباء يجرّون سريرٍ نقـال لنقلهـا إلى سيارة الإسعاف، مددهــا "يوسف" عليـه برفق وهو ينظر إلى شحوب وجههــا بقلق بالـغ، تحركت عينــاه تلقائيًا على تلك اليد التي كانت على وشك لمس قدمهــا فـ هدر بصرامـة:
-أبعد إيدك حالاً.

تمتم "أنور" بضجر:
-أنا بعدل رجلهـا، وبعدين إنتي مالك؟؟..

لم يُجيبــه وكأنــه غير موجود بل ركض معهم لإسعافهـا سريعًا، وصلا إلى سيارة الإسعاف، ولم يتركهـا "يوسف" بل أستقل بداخل السيارة، بدأ الطبيب الأول يتحدث حيثُ قال:
-قيسلهـا الضغط والسكر يا دكتورة بسرعـة.

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن