الفصل الأخير

18.7K 554 92
                                    

روايـة "اِقتسره العشق"
"الفَصْلُ الثَّانِي وَالثَّلاثونَ"
-الفَصْلُ الأَخيّر-

الفـراق نــار ليس لهــا حدود، لا يشعر بهــا إلا من أكتوى ناره.

شل تفكيره للحظات معدودة قبل أن يثب واقفًا ببُطء، جحظت عينــاه في ذهول وهو يُدير حول مكتبـــه واضعًا الهاتف على أذنــه، فرك وجهه بيده بقوة بعد تلك الكلمات الصادمــة التي يسمعهــا من الطرف الآخر، قال "رحيم" بـ نبرة مُتسائلة مدهوشة:
-إنت مُتأكد يا يوسف باشا؟؟.. إزاي الكلام ده؟؟..

صمت قليلاً قبل أن يتسائل محاولاً الإستيعاب:
-يعني كارمــا أتقبض عليهــا في قضية مُخدرات؟!..

ركض "يوسف" نحو سيارتـــه كي يلحق برفيقــه وهو يحدثـه بقلق:
-زي ما بقولك كده يا رحيم باشا، حبايب ليا هناك شافوها وعرفت أنهـا أتقبض عليهـا في لجنة أمنية، روحلهـا وخليك معاهــا، لأن الموضوع وسع أوي، وأحنا جايين دلوقتـي على القسم.

أومئ "رحيم" برأسه قبل أن يدلف خارج غُرفة مكتبــه هاتفًا بلهجـة جـادة:
-طب أقفل إنت يا يوسف باشا، وأنا هشوف الموضوع ده.

أنهى المُكالمــة معــه وهو يزفر بغضب مكتوم، سـار بخُطى ثابتـــة وعينــاه مُسلطـة على نقطـة مـا، إبتسامة قاسيـة تراقصت على شفتيـهِ قبل أن يهمس بصوتٍ خطير لا يُبشر بالخير:
-أيامك يا ثروت بقت معدودة.

*******
ظن في البداية أنهـا مزحة سخيفـة من "يوسف"، ولكن تعبيرات وجهه الجامدة ونظرة عينيـه التي ألتمعت بالتوتر، جعلتـه يعلم أن ليس الأمر هكذا خاصةً حينما يتعلق بالمسائل القانونية.

ألتقط هاتفــه الموضوع على التابلوه بيده ثم عبث فيـه قليلاً قبل أن يضعه على أذنـــه، صرخ "سيف" في الطرف الآخر بصرامـة مُخيفــة:
-أجهز وجهز رجالتنـــا، وأستنى مني الإشـارة، يالاااااا.

أنهى المكالمــة معه ضاغطًا بعنف على بوق السيارة محاولاً تجاوز من هم أمامــه، زاد من سرعتهــا مجاهدًا للوصول إليهــا، همس من بين أسنانـه المضغوطة بخوف شديد:
-كارمـا.

ظل عقلـه متقدًا طوال الطريق وهو يفكر مليًا في كيفية التصرف في أمرهــا إن خرج عن المألوف وفاق قدرتـه، كور "سيف" قبضة يده ضاربًا التابلوه بعنف كنوع من التعبير عن سخطــه الشديد وأستنكاره للأمر برمتـه هادرًا بنبرة محتقنــة:
-هتجنن!!.. إزاي عملهــا إبن الـ.....، قسمًا بالله هقتله لو كارمـا مخرجتش النهاردة معايا.

******
كانت كمن تلقـى صفعة قوية على وجهه لتفيق على حقيقة قاسية، أحتضنت نفسهـــا تلقائيًا محاولة إستجماع قوتهـــا حتى تستطيع الدفاع عن نفسهــا، ظلت أنظارهـــا على تلك الأموال وعلى ذلك الصندوق الكبير الذي بداخل تلك الأكياس السامـة، سحبت نفسًا عميقًا وهي تقول بصلابـة:
-الفلوس دي والمُخدرات مش بتوعي يا حضرة الظابط، في حد حطهم في العربيـة، لكن والله ما أنا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 09, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن