روايـة "اقتســره العشق"
"الفَصْلُ الثَّامِنُ عَشَر"مجنونة
أنتِ لو ظننتِ
أن بإمكانك الرحيل
عياني تلاحقان خطواتك
رغمًا عنـي فـ أين المفر؟؟..ألقى بـ هاتفـــه على المقعد بجواره وهو يزفر بغضب جامح، فلقد وصل إلى البناية التي تقطن فيهـا مُنذ لحظات وحينمــا صعد وجد باب المنزل مفتوحًا و"سامر" مُلقي على الأرض والدماء تنزف من رأســه، حاول الوصول إليهــا ولكن فشلت محاولاتــــه، وتأكد أن الهاتف بـ حوزتهــا عندما لم يسمع رنينـه بالمنزل، دار محرك السيارة وهو يمسك هاتفــــه مرة أخرى ثم عبث فيـــه قليلاً قبل أن يضعه على أذنــه، وصل إليـه صوت رجولي خشن، فقال "يوسف" بصوتٍ جهوري:
-تعالى على العنوان إللي بعتهولك، وبعدهــا إدخل عمارة رقم 7، الدور الرابع الشقة على اليمين، هتلاقوا واحد الله وأعلم إذا كان مات ولا عايش، المهم تاخدوه على المخزن بتاعنـا، ولو لسـه عايش تجبولــه الدكتور، بسُرعـــــــة.. إتحـــرك يـــالااااا.أنهى المكالمـــة سريعًا ثم ضغط على رقم "ســارة"، وضع الهاتف على أذنــه منتظرًا الرد بفــارغ الصبر، ولكن لم تجيب، صرخ بوحشيـة:
-روحتـــي فين يا ســــارة؟؟..زادت نبضات قلبــــه بجنون وهو يُصيــح بقلق:
-يااارب، أحميهـــــا ياااارب، وألحق أوصلهـــا.******
وصل "سيف" إلى قصره أخيرًا، إلتفت برأســه ينظر إليهـا فـ وجدهـا تضع رأسهــــا على زجاج نافذتهــــا مُغلقة جفنيهــا وقد ذهبت في سُباتٍ عميق، إرتسمت إبتسامة صغيرة على ثغره مُتأملاً إياهــا بـ راحة غريبـة، ترجل عن السيارة ثم دار حولهــا متوجهًا إلى المقعد الخاص بهـا، فتح الباب ثم حل حزام الأمان، مرر ذراعـه أسفل ظهرهــا، وذراعــه الآخر أسفل ركبتيهــا وحملهــا برفق شديد، قربهــا "سيف" من صدره كثيرًا حتى باتت أنفاسهـا تلفح نحره، أغمض عينــاه لحظةٍ وهو يشعر بتلك الرجفة المُحببة في قلبــه، إتسعت إبتسامتــــه وهو يهمس بصوتٍ عاشق أرهقــــه العشق:
-هتفضلي في حُضنـي دايمًا، زي دلوقتــي كده.تباطئ في خطواتـــه حتى تظل بجوار قلبــه ولو لوقت قليل، صعد إلى الأعلى متوجهًا صوب غُرفتـــه، وضعهــــا على الفراش بحرص وكأنهـــا ماسة يخشى أن يحدث لهــا أي شئ، جلس بجوارهــــا يبعد خُصلات شعرهــا عن وجههـــا كي يتأملهـــا بإبتسامة جذابــة وهو يتمتم بهدوء:
-تعرفي إنك حلوة أوي وإنتي نايمـة كده؟؟..سحب نفسًا عميقًا وهو يقبض على كف يدهــا ثم قال بضيق طفيف:
-طريقتك بتضايقني في بعض أوقات.رفع يدهـا ليُقبلـــه برقة مُبتسمًا بثقة هاتفًا:
-بس هعلمك تعشقيني، هبقى النفس إللي بتتنفسيــه، هبقى دقة قلبك زي ما إنتي دقة قلبي.زفر بـ حرارة قبل أن يقول:
-أوعدك إن لمعة الحُزن إللي دايمًا بتحاولي تخبيهــا، هخليهــا تختفي ومتظهرش تاني.
أنت تقرأ
اقتسره العشق.... للكاتبة أميرة مدحت
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل والاقتباس حينما يتقابل الجحيم بـ جحيمه قد يُسبب دمارًا عنيفًا وقد ينبثق منهما الحياة هو فهـد آل نصـــار، عنيد وصـارم، صفتــان دفع ثمنهمـا باهظًا، لكنهمـا كانتـا خلف الكثير من مكاسبـه، ما أراد شيئًا إلّا ونالـه،...