12..جرأة غير متوقعة

2.4K 71 1
                                    

وضعت هزان يديها على وجهها الذي كان يحترق من تأثير اقتراب ياغيز منها..تسمرت هكذا للحظات..ثم فتحت عيونها على آخرها..صفعت نفسها بقوة و قالت" هزان..لا تهذي..عودي إلى وعيك..ما تفكرين فيه مجرد هراء و هذيان..لا تبالغي..ياغيز اعتنى بك و اهتم بك قليلا..لذلك تأثرت به..لكنه يبقى أخ زوجك..نعم...لا تنسي هذا..احذري أن تنسي..أنت تحبين اوغوز ..و تزوجته..هذه حياتك..و هذه حقيقتك الوحيدة..لا تنسي..لا يجب أن تنسي..تمالكي نفسك و لا تكبري الأمور في رأسك..مجرد تأثر لحظي و سيمضي..سيمضي..الرجل أحضر حبيبته إلى القصر..و يظهر حبه لها..تمام..و أنا أحب زوجي..و يجب أن أهتم به و أظهر له حبي..سأعامله كما يليق به..هذا ما يجب أن يحدث..نعم..أحسنت" ابتسمت هزان ابتسامة عريضة و همت بالوقوف..فتح اوغوز الباب و دخل و هو يسأل بقلق" جنم..هل انت بخير؟ أخبرني أخي أن ساقك تؤلمك" هزت هزان رأسها بالنفي و اجابت" لا تقلق..آلمتني قليلا لكنه مضى..اقترب..اجلس بجانبي" جلس اوغوز بجانبها فاقتربت هزان منه و عانقته بقوة ..ابتسم و ضغط عليها بين ذراعيه..همست" هذا ما كنت بحاجة إليه..أنت معي..ماذا سأريد أكثر من ذلك؟" ابتعد أوغوز عنها قليلا و قال" انا دائما معك حياتي..لا تقلقي" داعبت هزان لحيته بأصابعها و قالت" جنم..ما رأيك أن نذهب لقضاء شهر عسلنا في اسطنبول؟" نظر إليها أوغوز للحظات ثم قال بسعادة" تمام..لماذا لا يكون..سأهتم بالحجوزات و نذهب في الغد" قبلت هزان زوجها و قالت بحماس" تمام..سأجهز الحقائب بعد العشاء" ..

.حول المائدة الملآى بألذ الأطباق..جلس ياغيز و أوميرا و أوغوز و هزان..نظر ياغيز إلى هزان التي كانت تضع يدها على يد زوجها..تداعب وجهه..و تطعمه بيديها ..بدا الانزعاج واضحا على وجهه..و رفع حاجبه استغرابا..أيعقل أنها لم تتأثر بما حدث بينهما قبل قليل..أيعقل أنها لا تفكر فيه كما يفكر فيها..أيعقل أن رائحته لم تعلق بملابسها كما علقت رائحتها بملابسه..أيعقل أن قلبها لم يخفق بقوة عندما تقاربا كما خفق قلبه هو..أيعقل أنها لم ترغب في تقبيله كما رغب هو في ذلك..و بشدة..رغم أنه ممنوع..و محرم..مرر أصابعه خلال خصلات شعره بعصبية و حاول أن ينشغل بالأكل..قال أوغوز"اخي..لقد اتخذنا قرارا مهما نريد اخبارك به" سأل بعصبية"  ما هو؟" أجابه و هو يضع يده على وجه هزان" لقد قررنا أن نذهب إلى اسطنبول لقضاء شهر العسل" وضع ياغيز الشوكة من يده و قال" و من أين خرج هذا القرار فجأة؟" نظر إليه أخوه باستغراب و قال" أخي..نحن عرسان جدد..هل نسيت؟ ..نريد أن نقضي بعض الوقت معا..لوحدنا..بعيدا عن كل شيء..أليس ذلك من حقنا؟" ابتلع ياغيز ريقه بصعوبة و قال" نعم..من حقكما..لكنني فكرت.." قاطعته هزان" لا داعي لكي يفكر اي احد آخر في أمر يخصنا لوحدنا..نحن قررنا و انتهى الأمر..اليس كذلك عشقي؟" احتنق وجه ياغيز و صمت دون أن ينطق بحرف..قال أوغوز" حياتي..معك حق..لكن رغم ذلك يجب أن نخبر الآغا بخططنا..هو اخي و يهمه ان أكون سعيدا..و انا متأكد بأنه لن يرفض ذلك" وقف ياغيز و قال" نعم..بامكانكما الذهاب إلى حيث تشاءان" و خرج..ابتسمت هزان و قبلت خد زوجها و هي تقول" انا شبعت..سأذهب لكي أجهز الحقائب" و ذهبت إلى غرفتها..لحظات..و فتح ياغيز الباب و دخل..نظرت إليه باستغراب و سألت" عفوا..ماذا تريد؟ و كيف تدخل إلى غرفتي دون أن تطرق الباب؟" لم يجبها..جذبها من يدها بقوة و الصقها إلى الحائط و أحاط جسدها بيديه..

غمغمت" ياغيز..ماذا تفعل؟" وضع اصبعه على شفتيها و قرب فمه من أذنها و همس" لا تسأليني شيئا..أنا نفسي لا اعلم ماذا افعل او ماذا يحدث لي..أحترق..انني أحترق..أكره أن تذهبي من القصر..اكره أن تغيبي عن عيوني..أكره أن تكوني قريبة مني إلى هذه الدرجة..إلى درجة تلامس نفسينا و تلاصق أجسادنا..و الا أستطيع لمسك..ماذا تفعلين بي؟ لماذا تقودينني إلى الجنون؟ أجد صعوبة في السيطرة على نفسي و أنا أقف أمامك" حرك اصبعه على شفتيها ببطئ و قال" أن ألمس شفاهك و لا أقبلهما..لا أمتصهما بعنف..لا أتذوق رحيقهما..و لا ألتهمهما بشفاهي..ألا أتحسس جلدك هذا لكي أستشعر دفئه و عطره الذكي..ألا أستمع إلى دقات قلبك تناديني لكي أقترب أكثر..هزان..أنا أكاد أجن..أعلم أنك تستغربين ما أقوله لك..لكنه كل ما يدور في ذهني حاليا..رغم كل ما يمنعني..فأنا أنجذب إليك بسرعة غريبة..و كأنني أثبت أن الممنوع دائما مرغوب..و أنت؟ ألا تشعرين بذات الشعور؟ ألا يحدثك قلبك بما يحدثني به؟ ألا تفكرين و لو للحظة بأن تفقدي عقلك و تصابي بالجنون..ها..قولي" حاولت هزان أن تبدو جامدة و ألا تظهر شيئا من تأثرها بكل حرف قاله..حاولت جاهدة أن تخفي ارتعاش ساقيها و خفقان قلبها المجنون..ألا تلعق شفتيها و تجعله يدرك رغبتها المقيتة و الملحة في تقبيله..استجمعت كل قوتها و عقلها و توازنها و قالت بنبرة جاهدت لكي تبدو هادئة"  ماذا تقول انت؟ يبدو أنك فعلا فقدت عقلك؟ هل نسيت من أكون؟ هل جننت؟ أنا زوجة أخيك ..لا تنسى ذلك..ما تفكر به محرم و مستحيل..عد إلى رشدك و تصرف معي بإحترام و إلا.." قاطعها و هو يغرز أصابعه في ذراعها" و إلا ماذا؟ هل ستخبرين أخي؟ هل ستجازفين بصحته؟ هل ستتحملين أن تفرقي بين أخين؟ أعلم أن ما أقوله ضرب من المستحيل..لكنني انغلبت امامه..هُزمت..ماذا أفعل؟ اللعنة علي..أنا أهذي..لكنني ضعيف جدا أمام ما أشعر به..و لدي إحساس يقول بأنك تشعرين بذات الإحساس" هزت رأسها بعنف و هي تحاول التخلص من قبضته العنيفة" لا..أنا لا أشعر بما تشعر به..ابتعد عني" وضع يده على خصرها و ثبتها أمامه و وضع جبينه على جبينها و هو يقول" بلى..لا تكذبي..انت تشعرين بما أشعر به..و سأثبت لك ذلك" و قبل أن تستطيع هزان ابعاده او مقاومته مال برأسه و أخذ شفتيها بين شفتيه يقبلهما و يمتصهما..جمدت هزان للحظة في مكانها..لم تحرك شفتيها و لم تبادله قبلته..شعرت بدفء غريب يسري في جسدها و بالدماء تغلي في عروقها..و قبل أن تنهار مقاومتها..دفعته عنها و صفعته على وجهه بكل ما أوتيت من قوة...

الممنوع دائما مرغوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن