33..فقدنا المريض

2K 55 1
                                    

دون وعي منهما..اقتربا من بعضهما و عانق أحدهما الآخر بقوة ..تمتم ياغيز" الحمد لله..انه بخير..اخي بخير" ربتت هزان على ظهره و قالت بصوت مختنق بالبكاء" الحمد لله..لقد خفت كثيرا..أتمنى ان يكون جسده قادرا على تقبل القلب الجديد..يالله..أرجوك..احمه و أبعد عنه المضاعفات" ابتعد عنها ياغيز و قال" آمين..أتمنى أن يعود إلينا بخير و بصحة و عافية" انتبه كل واحد منهما إلى ذلك القرب الممنوع..تراجعا إلى الخلف و بقيا يتبادلان النظرات ذات المعنى..رن هاتف ياغيز فأجاب" أوميرا..نعم..لقد انتهت العملية..لا..يجب أن ننتظر ثمانية و اربعين ساعة لكي نطمئن و نتأكد أن جسده تقبل القلب الجديد..نعم..و أمك..هل هي بخير؟ ..اوووه..الحمد لله..لا..ابقي معها و اعتني بها..لا تعودي إلى القصر إلا بعد الإطمئنان عليها..محمود سيلبي كل طلباتكم كما اوصيته..نعم..لا داعي لشكري..نعم..نحن هنا..حجزنا جناحا في المستشفى و سنبقى فيه..تمام..سأتصل بك..إلى اللقاء" و أنهى المكالمة تحت انظار هزان التي سألت" كيف حال امها؟" أجاب" بخير..حالتها مستقرة الآن..قاموا بإجراء عملية جراحية لها على الكبد..و يجب ان تبقى تحت المراقبة لفترة" هزت هزان برأسها و قالت" المهم أن تكون بخير" قال ياغيز" تعالي لنذهب إلى الجناح..يجب ان ترتاحي قليلا..وجهك شاحب جدا" تبعته في صمت..دخلا معا ..ارتمت هي على الاريكة القريبة فيما بقي هو واقفا..سألها" هل تريدين شيئا؟" هزت رأسها بالنفي فأضاف" تمام..حاولي ان تنامي قليلا..ساكون في الخارج" قالت" اذا حدث أي شيء أخبرني لو سمحت" رد" تمام..عن اذنك" و خرج و اغلق الباب خلفه..تمددت هزان على الاريكة و أغمضت عينيها..كانت منهكة و متعبة و قلبها ما يزال منقبضا..حاولت أن تنام لكن الكوابيس منعتها و أرقت منامها..في الكافيتيريا..جلس ياغيز يشرب القهوة و يدخن سيجارة..كل ما كان في ذهنه هو صورة أخيه الذي تمنى من كل قلبه أن يستعيد عافيته و أن يصبح في صحة جيدة..لسبب لا يعلمه كانت كلمات أخيه التي توصيه بهزان تتردد في أذنيه..شعور بالذنب يمزق كل قطعة فيه..و حزن و أسى على الوضع الذي اوقع نفسه فيه..لو لم يصر على ايقاع هزان في فخ الخيانة و لو لم يتقرب منها لما كان قد وقع في حبها..و لكان رأى فيها مجرد زوجة لأخيه..لكن الندم لا ينفع الآن..بمجرد صحوة أخيه بسلامة سيفعل ما يجب عليه فعله..سيتزوج من أوميرا و سيدع هزان تفعل ما قررته دون أن يلحقها..حتى لو كان ذلك سيؤذيه و سيقتله ببطء..لكنه استحق هذه العقوبة جراء أنانيته و خبثه..لتتطلق من أخيه و لتذهب لتكمل حياتها في مكان آخر..ذلك هو الأفضل بالنسبة للجميع...

استيقظت هزان لتجد أن المساء قد حل و أن الظلام يلف المكان..شربت بعض الماء و خرجت من الجناح لتفقد حالة زوجها..التقت بياغيز الذي كان يتحدث مع الطبيب..اقتربت منهما و سألت" دكتور..هل من جديد؟" هز برأسه و أجاب" لا..الوضع مستقر إلى حد الآن" نظرت هزان إلى ياغيز و ابتسمت..هم الطبيب بالكلام عندما اقتربت احدى الممرضات و قالت بنبرة جادة" دكتور..المريض يمر بحالة صدمة..يبدو ان جسده لم يتقبل القلب الجديد" تحرك الطبيب مسرعا و دخل إلى غرفة العناية المشددة..من النافذة البلورية نظر ياغيز و هزان إلى أوغوز الذي كان جسده ينتفض بقوة و إلى مؤشراته الحيوية التي تظهر ذبذبات مختلطة..سالت دموع هزان و اخذت تقول" هيا أوغوز..تحمل..و كن قويا..ارجوك..تماسك..يالله..ساعده" وضع ياغيز يديه على البلور و تمتم" هيا يا أخي..أرجوك..لا تستسلم..لا تتركني لوحدي..انت كل عائلتي..ارجوك..لا تذهب" تدخل الطبيب بسرعة و حاول السيطرة على الوضع لكن جسم اوغوز لم يتقبل القلب الجديد و مر بصدمة قوية ..محاولات الطبيب باءت بالفشل و ظهر على شاشة آلة المؤشرات الحيوية خط مستقيم طويل يشير إلى انتهاء حياة المريض..حملقت هزان بعيون دامعة في أوغوز الذي هدأ جسده و توقف عن المقاومة..ضرب ياغيز على البلور بكلتا يديه و هو يصيح" لاااااااا..أخي..أوغوز..لا تفعل هذا..لا تذهب..لا تتركني لوحدي..أخي" انفتح الباب و خرج الطبيب..اقترب منه ياغيز و أمسكه من ياقة قميصه الأبيض و راح يهزه بشدة و هو يقول" ماذا حدث لأخي؟ لماذا خرجت و تركته لوحده؟ " نظر إليه الطبيب و اجاب" أنا آسف..لقد فعلنا كل ما بوسعنا..بسلامة رأسكم..لقد فقدنا المريض.."

الممنوع دائما مرغوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن