9..رسالة

1.9K 62 1
                                    

ترجل ياغيز من سيارة المرسيدس خاصته و تبعه ألتان و رجلان آخرين من رجاله..فتح باب المنزل بالمفتاح و دخل..دخل معه ألتان إلى الداخل و بقي الآخران أمام الباب..نادى ياغيز بأعلى صوته " أوميرا.. أين انت؟" بحث بعينيه هنا و هنا و واصل مناداته عليها..خرجت من احدى الغرف و هي تقول" أنا هنا آغا" اقترب منها و سأل" أوميرا.. هل انت بخير؟ هل فعل لك ذلك السافل شيء؟ هل آذاك؟" هزت رأسها بالنفي و أجابت" لا..لم يفعل شيء..كان موجودا في النادي..و فور انتهاء وصلتي لحق بي و ما ان فتحت باب المنزل حتى دخل وراءي..لم يقترب مني..جلس فقط و أخبرني بأنه يعلم أنني أخصك..لذلك أراد ايصال رسالة لك من خلالي" تجهم وجه ياغيز و سأل " رسالة؟ و ما هي هذه الرسالة؟ " بدا التردد واضحا على وجه أوميرا و أخذت تفرك أصابع يديها ببعضها دون أن تنطق بكلمة واحدة..جذبها ياغيز من ذراعها بقوة و كرر" ما هي هذه الرسالة ؟ تكلمي" ردت أوميرا بصوت مرتعش" لقد طلب مني أن أخبرك بأنه سيفعل كل شيء لكي يأخذ منك كل ما تحب و من تحب..سيرد الدين الذي تركه والدك عالقا..سيفعل بك ما فعله أبوك بأبيه..و قال بأنه هذه المرة سيكتفي بالمجيء إلى هنا كتهديد لكن في المرة القادمة لن يكتفي بذلك..بل سيفعل بك ما فعله في المرة السابقة..أنا آسفة آغا..لكن هذا ما طلب مني ايصاله لك" أفلت ياغيز ذراع اوميرا و لعن بصوت مسموع.." حقير..قذر..سأنهيه..سأقضي عليه"..انزوت أوميرا في ركن من أركان الغرفة و راقبت ياغيز و هو يركل الكرسي بساقه و يحطمه..كانت تخافه و تخشاه عندما يكون في تلك الحال..لا تقترب منه و لا تقول شيئا..اقترب ألتان من ياغيز و قال" آغا..اهدأ....أعطني أوامرك و سأنفذ فورا..ماذا تريدني أن أفعل؟" أشار ياغيز لألتان بأنه لا يريد شيئا..أشعل سيجارة و نفث دخانها في الهواء بعصبية ثم التفت إلى أوميرا و قال" اسمعي..ستأتين معي إلى القصر..و لن تذهبي إلى النادي إلا إذا كنت معك..هيا..جهزي حقيبتك"...

أخذت أوميرا تجهز حقيبتها و صوت عميق داخلها يخبرها بأن عليها أن تفرح لأن الآغا يفكر بأمرها و يخاف عليها..لكنها تعرفه جيدا..و تعرف طبعه القاسي..و تعرف كذلك أنه يكره كلمة حب و يكره سماعها..لكنها تحبه رغم جميع علله و طباعه السيئة..تحبه و يعجبها كون الجميع يعرفها على أنها خاصة الآغا..و سيتأكدون من ذلك عندما يأخذها معه إلى القصر..اما هو فجلس في السيارة ينتظر خروج اوميرا..همه لم يكن أوميرا..همه كان الا يستطيع فرات ايذاءه و الإساءة إلى سمعته من جديد..ألا يجعله يدفع من جديد ثمن ما فعله أبوه في السابق..مرر أصابعه خلال خصلات شعره بعصبية..فرات..فعل كل شيء لكي يتمكن من زرع أحد رجاله الأوفياء داخل رجال ياغيز..ذلك الحقير المدعو كايا..ظهر أمامه كرجل وفي انقذه من الموت ذات مرة..لكي يقتله فيما بعد بتقربه من زوجته و خيانته معها..من الجيد أن ما حدث ليس معروفا كثيرا بين أهل المقاطعة..كل ما يقال يعتبرونه مجرد شائعات و يخافون الحديث فيه لكي لا تتم معاقبتهم..و هذا الفرات لا يكتفي..و نار قلبه لا تنطفئ ابدا..يريد لياغيز أن يحترق..و أن يعاني..و أن يخسر هيبته و مكانته بين أهله و سكان مقاطعته..يريد أن يهينه و يذله و أن يترك في حياته أثرا لا ينسى..لكنه لن يسمح له بذلك..أبدا..نزلت اوميرا و سارع الرجال إلى حمل حقيبتها و وضعها في السيارة..ركبت بجانب ياغيز و انطلقوا عائدين إلى القصر..

الممنوع دائما مرغوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن