طأطأ ياغيز رأسه و أخذ يحاول التفكير بطريقة سليمة رغم أن الغضب كان يأخذ منه كل مأخذ..صمتت هزان قليلا و هي تمسك يد ياغيز و تأبى أن تتركها..قالت بعد طول تفكير" يجب أن نتحرك قبل فرات..مادامت الأمور قد توضحت بيننا..فمن الأفضل أن نتساعد معا و أن نرسم خطة للإيقاع به" رفع ياغيز رأسه و نظر إليها و هو يسأل" و كيف سنفعل ذلك؟ يلزمنا خطة محكمة تكون على قدر من الذكاء و الخبث معا..مادام عدونا شيطانا..فيجب أن نكون شياطينا مثله" نظرت هزان إليه و قالت بقلق" هل تعتقد حقا بأنه يملك دليلا ضدنا؟ هل يستطيع حقا أن يفضح علاقتنا؟ و من يكون هذا الشاهد الذي أخبره بعلاقتنا يا ترى؟" صمت ياغيز قليلا ثم أجاب" أعتقد بأنها أوميرا" رفعت هزان حاجبها استغرابا و سألت" أوميرا؟ هل تملك دليلا ضدنا يا ترى؟" زم شفتيه و قال" لا أعلم..لكنها لمحت لي بأنها تعرف بأمرنا عندما انفصلت عنها" قطبت هزان جبينها و قالت" أخشى أن يكون لديها دليل ضدنا..اذا كان الأمر كذلك فيجب أن نتأكد مما تملكه..و هذه ستكون مهمتك انت" تأفف ياغيز بضيق و قال" رغم أنني أكره لقاءها او الحديث معها لكنني سأحاول أن أعرف الحقيقة" ابتسمت هزان و قالت" و أنا كذلك أكره أن تلتقي بها أو أن تراها..لا أخفيك بأنني كنت أغار منها و من وجودها معك في السابق" وضع ياغيز يده على خدها و قال" كنت فقط أحاول الهروب منك و من تلك المشاعر القوية التي استبدت بي..انها لا تعني لي شيئا..أنت كل شيء بالنسبة إلي..هزان..أنت حياتي" اقتربت هزان منه و قبلته و هي تقول" و أنت كذلك..أعتذر لأنني استسلمت لتهديدات ذلك الحقير و خيرت الهروب على المواجهة" رمقها ياغيز بنظرات خائفة و همس" مت رعبا من أن تصري على الطلاق مني..مجرد التفكير في ذلك بث الرعب في قلبي..لا حياة لي من دونك هزان..افهمي هذا" وضعت جبينها على جبينه و تمتمت" فهمت"
نامت هزان ما تبقى من الليل بين ذراعي زوجها بعد أن رسما خطة محكمة للإيقاع بفرات و شريكته أوميرا..في الصباح..حملت هزان حقائبها و نزلت ..نظرت إليها داريا و سألت" هزان.. خيرا؟ ما هذه الحقائب؟" أجابت" لقد قررت الإنفصال عن ياغيز..زواجي منه كان أكبر خطأ ارتكبته في حياتي" أخفت داريا ابتسامتها و قالت " هزان..اهدإي ..الأمور لا تحل بهذه الطريقة..يجب أن تتحدثا أولا..لا يجوز أن تنهيا زواجكما هكذا" هزت هزان برأسها و ردت" لا..لم يعد هناك ما نتحدث عنه ..لقد طلبت منه الطلاق و سأغادر المقاطعة" قطبت داريا جبينها و سألت" و إلى أين ستذهبين؟" أجابت" إلى مكان آخر أعرفه جيدا..مكان أجد فيه الحب و الإحترام الذي لم أجده هنا" تحركت هزان و هي تحمل حقائبها و تخرج..حاولت داريا استيقافها لعلها تعرف إلى أين ستذهب لكنها لم تتوقف..كان ألتان ينتظرها ..ركبت السيارة و انطلق بها مسرعا..نزل ياغيز بعد لحظات يحمل كأس ويسكي في يده ..جلس في غرفة الإستقبال و أخذ يحتسي مشروبه..اقتربت منه داريا و سألت" آغا..ماذا يحدث؟ لقد أخبرتني هزان بأنها .." قاطعها بنبرة حادة" نعم..لقد طلبت الطلاق و غادرت..انها لا تحبني..لقد تزوجتني فقط لأن العشيرة أجبرتها على ذلك..أنا صدقت من جديد سخافة اسمها الحب..أستحق ما حل بي..تركت امرأة كانت تحبني و همها الوحيد أن تسعدني و تزوجت من هزان" جلست داريا بجانبه و وضعت يدها على يده و قالت" لا تحزن يا آغا..هي لا تستحقك..أنت تستحق واحدة تعرف قيمتك و تحبك بكل قلبها و روحها..لا تنظر بعيدا يا آغا..يكفي أن تنظر أمامك و ستجد ما تستحقه حقا" ضغط ياغيز على الكأس بين يديه إلى أن تحطم و سالت الدماء من كفه..نظرت إليه داريا بقلق و قالت" أنت تنزف يا آغا..لا تتحرك..سأعالج يدك" ابتعدت داريا عنه فابتسم ياغيز بخبث و تمتم" و أنت أيضا ضمن هذا الأمر كما خمنت..سيكشف أمرك و أمر الجميع قريبا جدا..لا تقلقي" رن هاتفه فبدا الإرتياح على ملامحه و هو يقرأ رسالة ألتان" آغا..لقد أوصلت السيدة هزان إلى المكان المحدد..لا تقلق يا آغا..الأمور تحت السيطرة"
أنت تقرأ
الممنوع دائما مرغوب
Storie d'amoreيقولون بأن الممنوع دائما مرغوب..و بأنك كلما منعت شخصا عن شيء ما..كلما زاد تعلّقا به و إصرارا عليه..و بقدر ما تكبر الحواجز التي تمنع بين اثنين و تعيق اجتماعهما..بقدر ما كبر حبّهما و عشقهما و بحثا عن طريقة لتحقيق ما يرغبان به.. هزان ممرضة تعمل في مصحة...