55..تحت السيطرة

1.6K 50 1
                                    

طأطأ ياغيز رأسه و أخذ يحاول التفكير بطريقة سليمة رغم أن الغضب كان يأخذ منه كل مأخذ..صمتت هزان قليلا و هي تمسك يد ياغيز و تأبى أن تتركها..قالت بعد طول تفكير" يجب أن نتحرك قبل فرات..مادامت الأمور قد توضحت بيننا..فمن الأفضل أن نتساعد معا و أن نرسم خطة للإيقاع به" رفع ياغيز رأسه و نظر إليها و هو يسأل" و كيف سنفعل ذلك؟ يلزمنا خطة محكمة تكون على قدر من الذكاء و الخبث معا..مادام عدونا شيطانا..فيجب أن نكون شياطينا مثله" نظرت هزان إليه و قالت بقلق" هل تعتقد حقا بأنه يملك دليلا ضدنا؟ هل يستطيع حقا أن يفضح علاقتنا؟ و من يكون هذا الشاهد الذي أخبره بعلاقتنا يا ترى؟" صمت ياغيز قليلا ثم أجاب" أعتقد بأنها أوميرا" رفعت هزان حاجبها استغرابا و سألت" أوميرا؟ هل تملك دليلا ضدنا يا ترى؟" زم شفتيه و قال" لا أعلم..لكنها لمحت لي بأنها تعرف بأمرنا عندما انفصلت عنها" قطبت هزان جبينها و قالت" أخشى أن يكون لديها دليل ضدنا..اذا كان الأمر كذلك فيجب أن نتأكد مما تملكه..و هذه ستكون مهمتك انت" تأفف ياغيز بضيق و قال" رغم أنني أكره لقاءها او الحديث معها لكنني سأحاول أن أعرف الحقيقة" ابتسمت هزان و قالت" و أنا كذلك أكره أن تلتقي بها أو أن تراها..لا أخفيك بأنني كنت أغار منها و من وجودها معك في السابق" وضع ياغيز يده على خدها و قال" كنت فقط أحاول الهروب منك و من تلك المشاعر القوية التي استبدت بي..انها لا تعني لي شيئا..أنت كل شيء بالنسبة إلي..هزان..أنت حياتي" اقتربت هزان منه و قبلته و هي تقول" و أنت كذلك..أعتذر لأنني استسلمت لتهديدات ذلك الحقير و خيرت الهروب على المواجهة" رمقها ياغيز بنظرات خائفة و همس" مت رعبا من أن تصري على الطلاق مني..مجرد التفكير في ذلك بث الرعب في قلبي..لا حياة لي من دونك هزان..افهمي هذا" وضعت جبينها على جبينه و تمتمت" فهمت"

نامت هزان ما تبقى من الليل بين ذراعي زوجها بعد أن رسما خطة محكمة للإيقاع بفرات و شريكته أوميرا..في الصباح..حملت هزان حقائبها و نزلت ..نظرت إليها داريا و سألت" هزان.. خيرا؟ ما هذه الحقائب؟" أجابت" لقد قررت الإنفصال عن ياغيز..زواجي منه كان أكبر خطأ ارتكبته في حياتي" أخفت داريا ابتسامتها و قالت " هزان..اهدإي ..الأمور لا تحل بهذه الطريقة..يجب أن تتحدثا أولا..لا يجوز أن تنهيا زواجكما هكذا" هزت هزان برأسها و ردت" لا..لم يعد هناك ما نتحدث عنه ..لقد طلبت منه الطلاق و سأغادر المقاطعة" قطبت داريا جبينها و سألت" و إلى أين ستذهبين؟" أجابت" إلى مكان آخر أعرفه جيدا..مكان أجد فيه الحب و الإحترام الذي لم أجده هنا" تحركت هزان و هي تحمل حقائبها و تخرج..حاولت داريا استيقافها لعلها تعرف إلى أين ستذهب لكنها لم تتوقف..كان ألتان ينتظرها ..ركبت السيارة و انطلق بها مسرعا..نزل ياغيز بعد لحظات يحمل كأس ويسكي في يده ..جلس في غرفة الإستقبال و أخذ يحتسي مشروبه..اقتربت منه داريا و سألت" آغا..ماذا يحدث؟ لقد أخبرتني هزان بأنها .." قاطعها بنبرة حادة" نعم..لقد طلبت الطلاق و غادرت..انها لا تحبني..لقد تزوجتني فقط لأن العشيرة أجبرتها على ذلك..أنا صدقت من جديد سخافة اسمها الحب..أستحق ما حل بي..تركت امرأة كانت تحبني و همها الوحيد أن تسعدني و تزوجت من هزان" جلست داريا بجانبه و وضعت يدها على يده و قالت" لا تحزن يا آغا..هي لا تستحقك..أنت تستحق واحدة تعرف قيمتك و تحبك بكل قلبها و روحها..لا تنظر بعيدا يا آغا..يكفي أن تنظر أمامك و ستجد ما تستحقه حقا" ضغط ياغيز على الكأس بين يديه إلى أن تحطم و سالت الدماء من كفه..نظرت إليه داريا بقلق و قالت" أنت تنزف يا آغا..لا تتحرك..سأعالج يدك" ابتعدت داريا عنه فابتسم ياغيز بخبث و تمتم" و أنت أيضا ضمن هذا الأمر كما خمنت..سيكشف أمرك و أمر الجميع قريبا جدا..لا تقلقي" رن هاتفه فبدا الإرتياح على ملامحه و هو يقرأ رسالة ألتان" آغا..لقد أوصلت السيدة هزان إلى المكان المحدد..لا تقلق يا آغا..الأمور تحت السيطرة"

الممنوع دائما مرغوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن