6..أنا؟؟

2.2K 76 0
                                    

نام اوغوز بين ذراعي هزان كطفل صغير..داعبت خصلات شعره السوداء بحنان..عاد كلام النساء عن هوليا زوجة الآغا يقتحم تفكيرها..أمر مرعب و مخيف أن تفكر و لو مجرد تفكير بأن ياغيز قادر على قتل انسان..و هي و زوجها يعيشان معه تحت سقف واحد..و الأنكى من ذلك..أنه معقد من النساء..و يعتبرهن كلهن عاهرات و خائنات..و هذا يشملها هي أيضا..لذلك عاملها بتلك الطريقة الفظة منذ أول لحظة رآها فيها..فما عليها الآن سوى أن تتفادى لقاءه أو الحديث معه..لأنها تخاف منه و تكره سماع حديثه الوقح..في غرفة الكواليس المغلقة..علا صوت تأوهات أوميرا و صراخها تحت وقع ارتماءات ياغيز العنيفة داخلها..يعاشرها بعنف كعادته..يأتيها غاضبا و يفرغ كل غضبه في جسمها..يقتحم انوثتها برجولته الهائجة..يجبرها على الصياح بإسمه..يجبرها على أن تطلب منه أن يدفع بقوة..أن تمتلئ به..أن يبلغا معا ذروة النشوة و المتعة..يجد فيها جسدا يشبع رغباته..امرأة تفعل كل شيء لكي ترضيه..لكنه لا يرضى..و لا يكتفي..و لا يثق..و لا يحب..يبحث فيها عن وسيلة لإمتاعه و اشباع غريزته..دون مشاعر ..أو عواطف..و ما ان ينتهي منها حتى يغادر ..و لا يقول أية كلمة..وضعت هزان رأس زوجها على الوسادة و تسللت من السرير..النوم يجافي عيونها..و عقلها لا يتوقف عن التفكير..فتحت الباب و خرجت..أغلقت حزام قميص نومها بإحكام و نزلت إلى المطبخ..كان المنزل مظلما ما عدا ضوء الردهات و السلالم..أشعلت ضوء المطبخ و أخذت تعد لنفسها كأسا من الشاي الأخضر الذي يساعدها على تهدأة اعصابها و على النوم براحة أكبر..وجدت بعض الصعوبة في العثور على الشاي و السكر بحكم وجودها للمرة الأولى في هذا القصر الواسع..أنهت تجهيز الشاي..حملت كأسها و همت بالخروج عندما سمعت صوتا يقول" ماذا تفعل العروس خارج غرفتها؟" ارتعد جسدها بقوة عند سماعها صوت ياغيز و كادت تسقط الكأس من يدها لولا أنها تداركت الأمر بسرعة..التفتت إليه و أجابت" كما ترى..أعد لنفسي شايا" ضحك ياغيز بصوت عالي..رمقته بنظرة حادة و قالت" عفوا..مالمضحك في الأمر؟" أجاب" لا شيء صراحة..أن تكون عروس في ليلة عرسها خارج غرفة النوم هو أمر مثير للشفقة..و ليس مضحكا فقط" ابتسمت بسخرية و قالت" أولا..ذلك أمر لا يعنيك..ثانيا..الوضح الصحي ل.." قاطعها" أعلم..أنا فقط أحاول الحديث بلغة تفهمينها..هل هذا ما تريدينه من زواج كهذا؟ أن تكوني مثيرة للشفقة..أن تتزوجي بشخص عاجز عن توفير أبسط حقوقك ..مالحكمة من ذلك؟ و ارجوك..لا تقولي لي بأنك تحبينه..ذلك هراء لا يصدق" قالت و هي تحاول أن تبدو هادئة" نعم..أحبه..صدق ذلك او لا تصدق..انت لا تهمني"..

نظر ياغيز إلى هزان نظرة حادة و قال" أيعقل ألا أهمك..ألا تهتمين لرأيي فيك؟ ألست أخ زوجك ؟ توقعت منك احترام أكبر لعائلة زوجك" ابتسمت بسخرية و قالت" اسمع سيد ياغيز..أنا شخص يحترم نفسه و يحترم الآخرين جيدا..لكنني أعجز عن تقديم الإحترام لشخص لا يعطيني اياه..آسفة" تقدم ياغيز نحوها بخطى بطيئة و أخذت هي تتراجع إلى الخلف إلى أن اصطدم ظهرها بالحائط..وقف أمامها مباشرة..اتكأ بيديه على جانبي جسدها و تمتم" الآغا لا يطلب الإحترام من أحد..بل يجبر الجميع عليه..أنا لدي كل الأسباب لكي أشك فيك و في نواياك تجاه أخي..لكن أنت لا سبب لديك لكي تفعلي ذلك..لذلك أحذرك ..هذه آخر مرة تتحدثين فيها معي بهذه اللهجة" نظرت هزان إلى عيونه الملتهبة بغضبه و التي تجول حول وجهها..أشاحت بوجهها بعيدا عن أنفاسه الحارة و قالت" ..أنا..لم..أردت أن أقول أنك تظلمني كثيرا بشكك ..لقد تزوجت أخاك لأنني أحبه..و ليس لدي غاية أخرى..و سأثبت لك ذلك" وضعت يديها على كتفيه و حاولت ابعاده لكنه لم يتزحزح..ابعد يده عن الحائط و اخذ يقربها من وجهها..حطت أصابعه على وجنتها صعودا من ذقنها نحو خدها..ارتعدت هزان و ارتفعت حرارتها و احمرت خدودها..قالت بصوت مرتعش"  ماذا تفعل؟" رمقها بنظرة غريبة و استقرت يده على عنقها و هو يقول" تذكري دائما أن عيني عليك..و أنني أراقبك..أنت ستحاولين اثبات صحة كلامك..و أنا سأحاول اثبات صحة شكوكي..و إذا كان شكي في محله..فتأكدي بأن حياتك ستتحول إلى جحيم..لا تنسي هذا" أبعدت يده عنها بعنف و قالت" افعل ما يحلو لك..أنا أعرف نفسي جيدا..لا أهتم بتهديداتك..أنا أحب أوغوز..و هو الرجل الوحيد الذي يعنيني رأيه في..اما الباقي فلا يعنيني..و خاصة شخص قاتل مثلك" وضعت هزان يدها على فمها فور خروج تلك الكلمات منه و عرفت انها فعلت امرا سيئا ستدفع ثمنه غاليا..

حملق فيها ياغيز بغضب و سأل بعصبية"ماذا؟ هل تقولين عني قاتل؟ أنا؟ " جذبها مرة اخرى من ذراعها بقوة ليرتطم صدرها بصدره ..ارتعدت بقوة و هي تشعر بقرب وجهه منها و بنظراته الغاضبة تكاد تلتهمها..سأل مرة أخرى" ماذا تقصدين بما قلته؟ ماذا تعرفين عني لكي تتهميني باتهام كهذا؟" همست" ..أنا لا أعرف شيئا..أنا خمنت أنك قد تكون قتلت او .." قاطعها" اخرسي..لا أريد أن أسمع أكاذيبك..اقسم أنني سأقتلك بيدي هاتين إذا كررت هذا الكلام" و أبعدها عنه بعنف حتى كادت تقع و خرج مسرعا من المطبخ..أما هي فبقيت جامدة في مكانها للحظات..استعادت أنفاسها التي اختفت و تجاوزت حالة الرعب التي أصابتها ..ثم عادت إلى غرفة النوم..

الممنوع دائما مرغوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن