45..بين نارين

1.6K 52 5
                                    

وضعت هزان يدها على ذراعه و حاولت ابعاده و هي تقول بعصبية" لست مجبرة على سماع هذا الهراء..ابتعد و إلا فضحتك" انفجر فرات ضاحكا بصوت مسموع و رد" فضحتني؟ أنا؟ و التي تخون زوجها المريض مع أخيه؟ أليست هي في حد ذاتها فضيحة؟ ثم ماذا ستفعلين؟ هل ستخبرين زوجك المصون بأنني كشفتكما و أعلم سركما؟ هل ستتسببين في فضح نفسك و فضحه أمام كبار العشيرتين؟ هل تعلمين ما هو عقاب جرم كهذا؟ سيجرد زوجك من لقب آغا و ينفى خارج المنطقة..سيذل و يهان و تداس كرامته..و أنت؟ انك تعتبرين امرأة زانية..و عقابك سيكون القتل..ستطلقين من زوجك..و تموتين بطريقة بشعة..هل تريدين ذلك؟" ارتعدت فرائص هزان و قالت بصوت ضعيف" لن يصدق أحد ما ستقوله..ما تقوله كذب و افتراء..لم يحدث شيء بيني و بين ياغيز..ليس لديك دليل على اتهاماتك الزائفة" نظر إليها فرات و قال" لدي دليل و شهود أيضا..أنا لا أتكلم من فراغ..لن ألقي اتهاما كهذا جزافا..لن أعرض اسمي للسخرية ..هل فهمت؟" جمدت هزان في مكانها و أخذت تحدق فيه في صمت..ابتسم و قال" جميل..يبدو أنك بدأت تفهمين كلامي..و الآن..ما عليك سوى أن تختاري..اما أن تخبري زوجك و يحصل ما حذرتك منه..أو" سألته" أو ماذا؟" أجاب بنبرة خبيثة" أو تقبلين بما أعرضه عليك" هزت رأسها بعنف و أجابت" لا..لن أفعل ذلك..أنا لست امرأة خائنة..لم أفعل ذلك في السابق و لن أفعله الآن..انسى الأمر..و أنا لن أخبر ياغيز بما سمعته منك..أنا امرأة متزوجة و يجب عليك أن تحترم ذلك..أنا أحب ياغيز و لن أخونه مهماحصل..هل فهمت؟" و أزاحته بكلتا يديها عن الطريق و تحركت مبتعدة عنه..ابتسم فرات بسخرية و تمتم" سنرى سيدة هزان..هذه لم تكن سوى البداية فقط..استعدا أنت و هو لما سيحدث من هنا فصاعدا" ..خرجت هزان إلى الساحة..كان جسمها يرتعد و وجهها شاحب..اقترب منها ياغيز و سأل" حبي..هل أنت بخير؟ أين كنت؟" حاولت أن تكون نبرة صوتها طبيعية و هي تجيب" كنت في الحمام..لا أعلم..يبدو أنني تضايقت من الأكل..أشعر انني لست على ما يرام" وضع ياغيز يده على جبينها و قال" لست محرورة..لكنك متعرقة و وجهك شاحب..سأستأذن و نغادر إلى المنزل فورا" قالت" أجل..لنذهب من هنا" ذهب ياغيز إلى فرات و استأذنه في المغادرة ثم عاد إلى هزان و أمسكها من يدها و خرجا معا إلى السيارة حيث كان ألتان في انتظارهما..

بعد ذهابهما..وقفت أوميرا بجانب فرات و سألت" ماذا فعلت؟" ابتسم و أجاب" قمت بأول خطوة ..سيدخل الإضطراب و الإرتباك الآن في نفس هزان..و لن تتجرأ على فتح فمها و اخبار ياغيز بما حدث..لأنها ستخاف عليه من عاقبة معرفة العشيرة بعلاقتهما الممنوعة التي كانت في السابق..اللعبة بدأت لتوها..و المراحل القادمة ستكون أكثر متعة..سيكون كل واحد فيهما تحت ضغط كبير..و لن يستطيع أحدهما اخبار الآخر بما يتعرض إليه..اوووو..أنا متحمس كثيرا لما سيحدث لاحقا" ابتسمت أوميرا بخبث و قالت" و أنا أيضا" ..في غرفتهما..استلقت هزان على السرير و هي تضع يدها على جبينها..عقلها يكاد يتوقف من كثرة التفكير ..تريد أن تخبر ياغيز بما حدث..لكنها خائفة من ردة فعله..و من افساد الصلح الذي انعقد لتوه بين العشيرتين..و من ردة فعل العشيرة إذا علموا بما كان بينهما عندما كانت متزوجة من أوغوز..لعنت نفسها و لعنت ضعفها الذي جعلها تقع في فخ الخيانة رغم انها لم تكن خيانة جسدية كاملة..لكن كلام فرات عن دليل و شهود علق في ذهنها..اخذت تفكر في هوية هذا الشاهد و في نوعية الدليل الذي يملكه..قطع ياغيز حبل أفكارها بدخوله و هو يحمل طبقا صغيرا عليه كأس من الشاي الأخضر..اقترب منها و قال" حياتي..هاقد جهزت لك هذا الشاي و خلطت مع بعض الليمون..سيساعدك على التخلص من آلام معدتك..تعالي..اشربيه ساخنا" استقامت هزان في جلستها و أخذت الكأس من يده و هي تنظر إليه بعيون تائهة..ارتشفت رشفة من كأسها و قالت" شكرا لك حبيبي" لامس ياغيز وجهها و همس" لا داعي لشكري حبيبتي..المهم أن تكوني بخير..هيا..اشربيه كله ثم تغطي جيدا لكي لا تبردي..ستكونين على ما يرام" واصلت هزان شرب الشاي و هي تتأمل هذا الرجل الحنون الذي يغمرها بحبه و حنانه و عطفه..هذا الرجل الذي لم و لن تندم على حبها له و على المشاعر القوية التي تكنها له..لكنها في ذات الوقت تخشى عليه من حقد و كره لم يختفيا في قلب فرات تجاهه..في الوقت الذي وثق هو فيه و وضع يده في يده بقلب ابيض و نية صافية..اذا تكلمت سيحدث ما لا تحمد عقباه..و إذا صمتت تخشى ان يتمادى ذلك الحقير في تحرشه بها..و أن ينجح في ضرب ياغيز من نقطة ضعفه الكبرى..ألا و هي الخيانة..أنهت شرب الشاي فقبل ياغيز جبينها و همس" تمددي و نامي حياتي..سأغطيك جيدا..هيا..تصبحين على خير" فعلت ما طلبه منها فغطاها و التف من الجهة الاخرى للسرير و اندس في الفراش و نام بجانبها..

الممنوع دائما مرغوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن