32..وعد

2K 54 1
                                    

انهارت هزان على ارضية الحمام و اخذت تنظر إلى الدماء التي تجمعت بغزارة في كف يدها..دواء القلب الذي يأخذه زوجها قبل النوم يجعل نومه ثقيلا و لا يمكنه من الإنتباه لأي مما يحدث حوله..بكت هزان بصوت مكتوم إلى أن تورمت عيونها و آلمها رأسها..أخذت تنظف يدها من قطع الزجاج ثم داوت الجرح و ضمدته..عادت إلى الغرفة و تمددت على السرير بجانب زوجها..لم تستطع النوم طوال الليل..و مع انبلاج ضوء الصبح الأول..نهضت و راحت تجهز حقيبتها و حقيبة زوجها..بعد حوالي نصف ساعة..ايقظت زوجها و نزلا معا إلى الأسفل..جلس الجميع حول مائدة الفطور..لمحت هزان نظرة غريبة في عيون أوميرا رغم ابتسامها و محاولتها أن تتصرف بطريقة طبيعية معها..التفتت إلى ياغيز و قالت" عشقي..لقد اتصل بي أخي و أخبرني أن أمي مريضة جدا..يجب أن أذهب اليوم إلى أنقرة لكي أطمئن عليها" نظر إليها و قال" تمام..سنذهب معا إلى المطار ثم تسافرين مع احد الرجال إلى أنقرة..و لا تنسي أن تتصلي بي لكي تطمئنيني على صحة والدتك" وضعت أوميرا يدها على يده و قالت" شكرا لك حبيبي..و انت..اهتم جيدا بصحة اخيك..مع أنني مطمئنة لذلك ما دمت انت و هزان معه..انه محظوظ جدا لوجودكما معه" ابتسم اوغوز و قبل خد هزان و هو يقول" فعلا أنا محظوظ" عبس عندما نظر إلى يد هزان المضمدة و سأل" هزان..حياتي..ما بها يدك؟" حملق ياغيز فيها و فهم انها فعلت ذلك بسبب ما حدث بينهما خلال الليل فهرب بعيونه و ابتلع ريقه بصعوبة..اجابت هزان" ..انه حادث..لا تقلق حبيبي" رمقتها اوميرا بنظرة باردة و قالت" غريب..متى حدث ذلك؟ لقد ذهبتما قبلنا للنوم..احدث ذلك و انت نائمة هزان جم؟" ابتسمت هزان و قالت" حدث في الصباح عندما وقعت المرآة و تحطمت..حاولت جمع قطع الزجاج فجرحت يدي" امسك اوغوز يدها و قبلها و هو يقول" المهم انك بخير حياتي" ..انهى الجميع فطورهم و خرجوا في اتجاه المطار..

في مشفى نبضات القلب في مدينة اسطنبول الكبيرة..أجرى اوغوز مجموعة من الفحوصات و التحاليل التي دلت انه جاهز للعملية فقام الأطباء بنزع الأجهزة الحياتية عن الشاب الميت سريريا و اخذوا يجهزون أوغوز مباشرة للعملية..راقبت هزان الممرض الذي أخذ يلبس زوجها و يعده للعملية..انقبض قلبها بقوة خوفا عليه..لسبب لا تعلمه شعرت بأنها تراه للمرة الأخيرة..اقتربت منه و أمسكت يده و ضغطت عليها بقوة..رفع عيونه إليها و همس" ..لا تخافي..لن يحدث شيء..سأعود إليك..الآن لدي سبب قوي يجعلني أتمسك بالحياة..و هو انت" ثم نظر إلى أخيه و قال" أخي..اقترب" تقدم منه ياغيز و انحنى عليه و اخذ يلامس جبينه..قال اوغوز" أخي..اذا حدث لي شيء..اذا لم يكتب لي الخروج سالما من غرفة العمليات..أوصيك بهزان..انها امانتي التي اتركها لك..لا تتخلى عنها و لا تتركها لوحدها..هي تزوجتني و ارادتني أن أكون كل عائلتها..اذا ذهبت أنا فكن لها أنت عائلتها..ساكن اونو يانيز براكما..احذر أن تتركها لوحدها..هل تعدني بذلك؟" انفجرت هزان بالبكاء فيما تمتم ياغيز" أخي..ما هذا الكلام الذي تقوله؟ لن يحدث لك شيء..هل فهمت؟ ستعود إلينا بصحة جيدة..و ستكون أقوى من ذي قبل..لا تقل هذا الكلام مرة أخرى" امسك اوغوز يده و ضغط عليها بقوة و هو يقول" عدني اخي..لو سمحت..اريد أن أكون مطمئنا عليها..أرجوك..عدني" نظر ياغيز إلى هزان ثم إلى أخيه و همس" حسنا..وعد" ابتسم أوغوز و قال لهزان" ..لا تبكي..ابتسمي..كوني قوية كما عهدتك دائما..أحبك جدا" اقتربت منه..طبعت على شفاهه قبلة خفيفة و غمغمت" و انا أيضا..أحبك" تحرك الممرض بأوغوز و ادخله إلى غرفة العمليات فيما بقيت هزان واقفة في مكانها تتابعه بعيون خائفة..و كذلك فعل ياغيز..مرت ساعة..ساعتان..ثلاث ساعات..و هزان و ياغيز واقفان امام غرفة العمليات ينتظران خروج الطبيب..كان كل واحد منهما يهرب بعيونه من الآخر..و يتحاشى النظر إليه..و في النهاية خرج الطبيب..اقترب من ياغيز و هزان و قال" لقد تمت العملية بنجاح..حمدا لله على سلامته" ابتسم ياغيز و هزان بسعادة و حمدا الله كثيرا لكن الطبيب اردف" لكن الوضع ليس مستقرا بعد..يجب أن ننتظر الثمانية و الاربعين ساعة القادمة..لكي نرى ان كان الجسد سيتعود على وجود العضو الجديد و سيتقبله أم لا..الساعات القادمة مهمة جدا..عن اذنكما" و تحرك مبتعدا عنهما..

الممنوع دائما مرغوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن