47..باقة ورود

1.4K 40 3
                                    

أخذت هزان تسجل أسماء المرضى و تنظم مواعيدهم عندما دخل حارس المستوصف العم بهجت يحمل باقة ورد حمراء كبيرة و قدمها إليها و هو يقول" هذه الباقة وصلت بإسمك هزان آغا" ابتسمت هزان ظنا منها بأن الورود من زوجها..خرج الحارس فضمت هزان الباقة إليها و سحبت رائحتها الزكية إلى أعماقها ثم مدت يدها نحو البطاقة..و عبس وجهها فور قراءتها للكلمات المكتوبة عليها..كان فيها " إلى أجمل امرأة رأتها عيوني..عملا موفقا..و إلى لقاء قريب..فرات آغا" تمتمت هزان بعصبية " اللعنة عليه..و يرسل ورودا أيضا..حقير..وقح" مزقت البطاقة إلى قطع صغيرة و ألقتها في سلة المهملات و ألحقت الورود بها..دخلت داريا و سألت" هزان ..هل المواعيد جاهزة؟" أجابت هزان" نعم..كل شي جاهز" نظرت داريا إلى الباقة الملقاة في سلة المهملات و قالت".مؤسف..لماذا يقومون بإلقاء الورود في القمامة؟ غريب..انها باقة رائعة..من أرسلها يا ترى؟" ردت هزان" وصلت بإسم الطبيبة القديمة..و بما انها غادرت..رماها الحارس في القمامة" أخذت داريا الباقة و هي تقول" سأضعها في مزهرية على مكتبي..لا يهم من ارسلها و إلى من..المهم أن مكان الورود الجميلة ليس سلة المهملات" تابعت هزان داريا بابتسامة ..كانت تعلم مدى حبها للورود منذ الصغر ..لذلك لم تستغرب تصرفها..في مخزن في أطراف أرضه..وقف ياغيز و فرات أمام صناديق ملآى بالسلاح ..مسدسات و بندقيات صيد و بندقيات أخرى متطورة..سأل فرات" آغا..اليست هذه الأسلحة هي التي أخذتها من التاجر الروسي؟" أجاب ياغيز" نعم..سأتقاسمها معك..و أنت وزعها بمعرفتك على رجالك" ابتسم فرات و قال" هذا كرم كبير منكم يا آغا..لا أعلم بماذا سأجيب عليه" التفت إليه ياغيز و رد" لا تقولوا هكذا يا آغا..نحن الآن نعتبر عائلة واحدة..و يجب أن نخاف على مصلحة أهالي عشيرتينا" قال فرات" معكم حق يا آغا..بالمناسبة..سمعت أن زوجتكم بدأت العمل في مستوصف المنطقة..ليكن خيرا ان شاء الله" ابتسم ياغيز و قال" آمين..أفكر جديا في توسعة المستوصف..ليصبح مشفى مجهزا بالكامل ..ما رأيك؟" هتف فرات بحماس" ..رائع..هل تسمح لي بأن أكون شريكك في الفكرة و المشروع؟" أجاب" بكل تأكيد..سيكون ذلك من دواعي سروري" ابتسم فرات بخبث و قال" و أنا أيضا"..

أنهت هزان عملها و بقيت جالسة مع داريا في انتظار وصول ياغيز الذي أرسلت له رسالة لكي يأتي لاصطحابها..سألت هزان" درايا ..كيف وجدت المنزل ؟ هل هو مريح؟" اجابت" نعم..انه صغير و دافئ..ارتاح فيه لولا الوحدة ..عندما كنت في عينتاب..كانت تقطن معي طبيبة أخرى..تؤنسني و نقضي الوقت معا" وضعت هزان يدها على يد داريا و قالت" لست وحدك عزيزتي..أنا هنا..تستطيعين القدوم إلى منزلي متى أردت ذلك..أنت تعدين أختا لي..لا تنسي ذلك" ابتسمت داريا و قالت" شكرا لك هزان..كم أنا سعيدة بلقاءنا بعد كل تلك السنوات" ردت هزان" و أنا أيضا" تعلقت عيون داريا بالباب فالتفتت هزان لترى ياغيز و هو يدخل..وقفت و اقتربت منه..عانقته و قبلته بسرعة و هي تقول"مرحبا حياتي" ابتسم و أجابها" أهلا حبي ..كيف كان يومك الأول في العمل؟" ابتسمت و ردت" رائع..أشعر أنني في مكاني المناسب..أنا سعيدة جدا" لامس ياغيز خدها بأصابعه و قال" كوني سعيدة دائما..هذا كل ما أريده" تنحنحت داريا و قالت بنبرة سخرية" نحن هنا" التفت إليها ياغيز و قال" مرحبا  آنسة داريا ..أتمنى أن تكوني أنت أيضا مرتاحة في عملك هنا" وقفت و ابتسمت ثم أجابت" نعم..المكان هنا هادئ و مريح..و الأهالي طيبون..شكرا لك ..تستطيع مناداتي داريا" هز برأسه و قال" أتمنى أن تسجلا كل النواقص و كل ما تحتاجونه هنا..و قريبا ان شاء الله ستنطلق عمليات التوسعة..لقد اتفقت أنا و الآغا فرات على تمويل المشروع بالكامل معا" قطبت هزان جبينها و سألت" و لماذا تتشارك معه؟ ألا تستطيع تمويل المشروع لوحدك؟" أجاب" حبي..لا تنسي أننا تصالحنا مؤخرا..لذلك سيكون من الجيد أن نقوم بمشاريع مشتركة معا..و كلها تصب في مصلحة أهالي المنطقة" هزت هزان برأسها و لم تقل شيئا..نظر ياغيز إلى الورود و ابتسم و هو يقول" اووو سيادة الدكتورة..استقبلك الأهالي بالورود فور انطلاقك بالعمل" هزت داريا كتفيها و قالت" ليست لي..كانت ملقاة في القمامة..و أنا انقذتها" زم ياغيز شفتيه و سأل" لماذا تلقى ورود جميلة كهذه في القمامة؟ غريب" قالت داريا" و أنا قلت نفس الشيء..لكن هزان أخبرتني ب.." قاطعتها هزان و سحبت ياغيز من يده" دعنا من الورود الآن..لنعد إلى منزلنا..أنا متعبة كثيرا" تبعها ياغيز و ذهبا معا إلى القصر..

الممنوع دائما مرغوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن