11..لكي يزول الألم

2.1K 71 5
                                    

قال اوغوز" هزان..جنم..هل نلعب من جديد؟" وقفت هزان و ردت" اعذرني حياتي..أشعر أنني لست على ما يرام ..سنلعب في وقت آخر..سأذهب إلى غرفتي لكي أرتاح قليلا..عن اذنك" هز اوغوز رأسه و قال" تمام جنم..سأواصل اللعب مع ألتان..ألتان..اقترب" اقترب منه التان فأشار له بالجلوس أمامه و انطلقا يلعبان معا..خطت هزان نحو غرفتها خطى بطيئة..نظرت نظرات تائهة و غريبة..ضيق فجئي ألم بها..شعور جديد استبد بها..لم تعرف كنهه او طبيعته..كأن عقلها يكاد ينفجر جراء الكم الهائل من الأسئلة التي اندفعت إليه تباعا..كأن انقباض قلبها يخبرها بلحظات صعبة ستكون في انتظارها في قادم الأيام..و كأن عيونها نبأتها بأنها ستبكي كثيرا و تدمع كثيرا دون أن تعلم لذلك سببا واضحا..فتحت أوميرا باب غرفتها الواسعة و الفسيحة و هي تبتسم..سرير كبير بمفارش حريرية..ستائر بألوان زاهية..خزانة كبيرة لكي تتسع لثيابها..دخل ياغيز وراءها تاركا الباب مفتوحا ..سألها" هل أعجبتك الغرفة؟" التفتت إليه أوميرا و أجابت" انها رائعة" ثم اقتربت منه..لفت ذراعيها حول عنقه و قالت" شكرا لك حياتي على كل ما توفره لي..وجودك في حياتي أكبر نعمة أشكر عليها الله كل يوم..آه لو تعلم كم أحبك..لكنت.." وضع ياغيز اصبعه على شفتيها و قال بنبرة حادة" ..لا تفعلي..أنت تعلمين أنني أكره الحديث عن الحب و سخافاته" هزت رأسها و قالت" تمام..فهمت..لن اقول شيئا..سأعوض الكلام بالأفعال" و قربت فمها من فمه و قبلته..لم يبعدها عنه..بل بادلها قبلتها التي سرعان ما تحولت إلى قبلة محمومة امتزجت فيها الشفاه و تداخلت..أمام الباب المفتوح..توقفت هزان تشاهد ما يجري..جامدة في مكانها..عيونها جاحظة..أنفاسها متسارعة و دقات قلبها تدق كالطبول في أذنيها..و دمعة كبيرة سالت على خدها دون أن تعرف لها سببا واضحا..

ابتعد ياغيز عن أوميرا بعد لحظات و قال" خذي قسطا من الراحة و سأجعلهم يستدعونك عندما يحين موعد العشاء" وضعت اوميرا يدها على وجهه و همست بدلال" .لا تذهب" نظر إليها بطريقة حادة و قال و هو يبعد يدها عنه" لا تناقشيني..نفذي ما قلته..تذكري أنني أنا من يعطي الأوامر هنا..سآتيك متى كنت راغبا بذلك" هزت برأسها و قالت" تمام آغا..المهم ألا تغضب مني" ابتسم و قال" لا..لم أغضب..كوني مطيعة و هادئة و لن أغضب منك..هيا..إلى اللقاء" سارعت هزان بالإبتعاد عن الغرفة..مشيها السريع آلم ساقها التي لم تشفى بعد من أثر سقوطها عن ظهر الحصان..جلست على الدرج و أخذت تدلكها بيديها عل الوجع يخف قليلا..كانت تظن أن الألم هو سبب دموعها التي لم تتوقف..لكن الأكيد أن لدموعها تلك سببا آخر من الأفضل ألا يخطر على بالها أبدا..سمعت صوت باب غرفة اوميرا يقفل..سمعت وقع خطوات ياغيز تقترب منها..وقفت و همت بالإبتعاد لكي لا يراها..لكن ساقها خانتها و كادت تقع أرضا لولا ذراعي ياغيز اللذان التقطتاها..سألها و هو ينظر إلى عيونها الدامعة"  هل أنت بخير؟" أبعدت عيونها عن وجهه الجميل و عيونه البلورية و أجابت" .أنا بخير..ساقي آلمتني كثيرا و لم استطع أن أدوس عليها" حامت عيونه حول وجهها من جديد و سأل" و هل هذا سبب بكاءك؟" مسحت هزان دموعها و قالت و هي تحاول ان تتخلص من قبضته" نعم..و ماذا سيكون غير ذلك..اتركني لو سمحت" مرر أحد أصابعه على وجنتها يمسح دمعة أخرى و قال" و كيف لي أن أتركك و أنت تتألمين هكذا..سأحملك إلى غرفتك" اعترضت هزان بنبرة عصبية " لا..لا داعي" لكنه لم يأبه إلى اعتراضها..حملها بين ذراعيه و تحرك بها نحو غرفتها..أغمضت هزان عينيها لكي لا تنظر إلى صدره العاري الذي بدا واضحا من فتحة قميصه ذي الازرار العلوية المفتوحة..اشاحت بوجهها بعيدا لكي لا تشتم رائحة جسده..حاولت ان تجبر عقلها على التفكير في أي شيء آخر عدا هذا الرجل القوي و المثير الذي يحملها..نظر إليها ياغيز و إلى عيونها المغمضة..ظن انها تتألم كثيرا لذلك لا تفتح عينيها..فتح باب الغرفة و أدخلها إليها..وضعها على السرير و هو يقول" ها قد وصلنا" فتحت هزان عينيها عندما شعرت بجسدها يلامس السرير..وجدت وجهها على بعد انشات فقط من وجه ياغيز الذي كان يحملق فيها بعيونه الجميلة..اضطربت و تسارعت انفاسها..تعلقت عيونهما ببعض و اشتبكت أنفاسهما و ارتفعت حرارة جسديهما..قرب ياغيز فمه منها..ظنت انه سيقبلها..لكنه طبع قبلة حنونة على جبينها و هو يهمس" هذه لكي يزول الالم فورا" و سارع بالإبتعاد عنها و بالخروج من الغرفة..

الممنوع دائما مرغوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن