46..أنا المحظوظ

1.5K 51 1
                                    

لم تستطع هزان أن تنام جيدا طوال الليل..كانت كلما أغمضت عينيها ترى الكوابيس المرعبة و المخيفة..فتفتح عينيها..تنظر إلى ياغيز النائم بجانبها..تتأمل وجهه الملائكي الجميل بعيون دامعة و بكاء صامت..و بقيت تنتظر انبلاج الصبح لعل ذهابها للعمل في المستوصف يشتت تفكيرها و ينسيها ما حدث..نظرت إلى الساعة التي كانت تشير إلى السادسة و النصف صباحا..انسحبت في هدوء من الفراش لكي لا تزعج ياغيز و نزلت إلى المطبخ..جهزت لنفسها قهوة و جلست تشربها في غرفة الإستقبال..رن هاتفها معلنا وصول رسالة قصيرة ..فتحتها و بدا الضيق على وجهها فور قراءتها لها..كان فيها" صباح النور هزان..لا بد انك لم تنامي جيدا ليلة البارحة..معك حق..من الأفضل لك أن تتعودي على ذلك..أردت أن أكون أول شخص يقول لك صباح الخير..نلتقي قريبا يا حلوة..الآغا فرات" ضغطت هزان على هاتفها بقوة حتى كادت تحطمه..تمتمت" حقير..قذر..اللعنة عليه" و سارعت إلى مسح الرسالة و هي تسمع وقع خطوات ياغيز على الدرج..تنفست بعمق و حاولت أن ترسم ابتسامة على شفتيها و هي تراه يقترب منها..انحنى عليها و قبل جبينها و هو يقول" صباح الخير حياتي..كيف أصبحت اليوم؟ هل أنت بخير؟" ابتسمت و أجابت" صباح النور عشقي..أنا بخير..لا تقلق" جلس بجانبها و سكب قهوة لنفسه و قال" يجب أن أتذوق قهوتك أولا" مدت له هزان فنجانها فأبعده و اقترب منها..أخذ شفتيها بين شفتيه في قبلة رقيقة..ثم ابتعد و هو يقول" انها رائعة" احمرت خدود هزان خجلا و قالت" أنت الرائع حبيبي..أحبك جدا" عانقها ياغيز بقوة و همس" و أنا أعشقك هزان" ضغطت هزان عليه بيديها كأنها تخشى أن تفقده او أن ينجح احد في تفريقهما..ثم ابتعدت و هي تقول" اليوم سأبدأ العمل في المستوصف..أنا متحمسة جدا لذلك" ابتسم و قال" جميل..سأوصلك بنفسي إذا و أتفقد المستوصف ان كان هناك نقائص لكي نتممها..ليكن خيرا ان شاء الله" قالت" آمين" ثم وقفت و أضافت" سأستحم و أغير ملابسي و أستعد" احتسى هو قهوته و تبعها و هو يقول" و أنا أيضا" اخذت تجري كالطفلة الصغيرة و هو يجري وراءها و ما ان وصلا إلى الغرفة حتى حملها بين ذراعيه و اختفى كلاهما داخل الحمام..

بعد ساعة..ترجل ياغيز من سيارته و فتح الباب لزوجته التي كانت ترتدي قميصا ابيضا و سروال جينز أسودا و حذاء رياضيا و ترفع شعرها في شكل ذيل حصان..أما هو فكان يلبس قميصا بنيا و سروالا أسودا و يضع نظارة شمسية سوداء على عينيه..امسك يدها و دخلا معا إلى المستوصف الذي كان أكبر مما تخيلته هزان..به غرفة انتظار واسعة ..غرفة للمعاينة و مكتب للإطار الطبي و الشبه طبي..سيارة اسعاف مجهزة ..آلة لتصوير الأشعة و بعض المعدات الأخرى و الأدوية..ابتسمت هزان و هي تجيل بصرها في المكان..سألها ياغيز" هل أعجبك المستوصف؟" أجابت" نعم..انه أفضل مما كنت أتوقع..من الجيد أن يكون هناك تجهيزات طبية في مكان كهذا بعيد عن المدينة..يبدو أنه يحظى باهتمامك" هز براسه و قال" أكيد..الناس هنا يستحقون أبسط المرافق و الخدمات..و انا أحاول دائما السهر على راحتهم" وضعت هزان يديها حول وجهه و قالت" أنا فخورة جدا بك حبيبي" ابتسم و قال" شكرا لك حياتي..صمت قليلا ثم أضاف" أعتمد عليك الآن لكي تسجلي كل النواقص لأنني أفكر في توسعة المستوصف و تحويله إلى مستشفى" هزت برأسها و قالت" اتفقنا حبيبي" التفتت عندما سمعت صوت كعب نسائي..ابتسمت و قالت" و ها هي داريا تأتي ايضا..هي الطبيبة و أنا الممرضة..فريق عمل متكامل" كانت داريا ترتدي فستانا ابيضا قصيرا لا يكاد يصل إلى اوسط فخذيها و تطلق شعرها على كتفيها و تضع مساحيقا زادتها جمالا..اقتربت من ياغيز و هزان و قالت"صباحا سعيدا آغا.. و انت هزان" أجاباها فقالت" المكان هنا ممتاز مقارنة بالمستوصف الذي كنت أعمل فيه" قالت هزان" هذا ما كنت اتحدث عنه مع ياغيز..انه يفكر في تحويله إلى مستشفى و يعتمد علينا في تسجيل النواقص..ليكن في علمك" ابتسمت داريا و قالت" تمام..نحن تحت امر الآغا" اقترب الحارس من هزان و اخذ يتحدث معها حول المرضى الذين يريدون التسجيل من أجل المعاينة..نظرت داريا إلى ياغيز و قالت" أهالي المنطقة محظوظون بوجود آغا مراعي مثلك..و هزان كذلك محظوظة بك كونك زوجها" تابع ياغيز هزان بعيون عاشقة و قال" أنا المحظوظ بها" رمقته داريا بنظرة باردة ثم قالت بنبرة جاهدت لكي تكون طبيعية" ليدم الله سعادتكما" و مرت من أمامه متقصدة أن تجعل يدها تلامس يده..سارع إلى التراجع إلى الوراء و اقترب من هزان..قال" جنم..بينم غيتمام لازم..يجب أن أذهب..لدي بعض الأعمال..سأنهيها و أعود لاصطحابك" ابتسمت و قالت" حسنا حياتي" همس" سأشتاق إليك" احمر وجهها و هي تجيب"..و انا أيضا" اختطف قبلة سريعة من خدها و خرج..فيما تابعته هي بعيون عاشقة..ثم دخلت لتجهز مواعيد المرضى...

الممنوع دائما مرغوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن