38..عرض زواج

2.2K 61 0
                                    

انصرف كبار العشيرة و صعد ياغيز إلى غرفة هزان لكي يتحدث معها..على باب الغرفة..وجد حقيبتين كبيرتين ..طرق فسمع صوتها يقول" ادخل" ..فتح الباب و دخل ..رآها واقفة بجانب النافذة و تنظر إلى ساحة القصر الواسعة..وقف وراءها و قال" هزان..يجب أن نتكلم.." لم تلتفت إليه..اكتفت بالقول" لا يوجد ما نتكلم عنه..ما سمعته من كبار العشيرة مجرد هراء لا طائل منه" وضع ياغيز يده على ذراعها و ادارها نحوه و هو يقول" ليس هراءا..انها الأعراف و العادات و التقاليد..كنت سأخبرك بأن هذا ما سيحدث لكنني لم اجد الفرصة الملائمة ..ارملة الأخ تكون دائما زوجة للأخ الاعزب" نظرت إليه هزان و قالت" هذا أمر ثقيل بالنسبة للجميع..كيف يستطيعون فعل ذلك؟ يجب تغيير هذه العادات" قطب ياغيز جبينه و قال" مستحيل..انت لا تعرفين شيئا عن عاداتنا و طريقة عيشنا..لكن ما يهمني الآن ليس العادات و الأعراف..و ما يجوز و ما لا يجوز..ما يهمني أن نتزوج لأننا نحب بعضنا..لأننا وقعنا في الحب رغما عن ارادتنا و عقولنا..و حان الوقت لكي نكون معا..أليس كذلك؟" عبست هزان و قالت بصوت حزين" كيف ؟ و اوغوز؟ لن يكون الأمر سهلا على كلينا..ضميرنا لن يسمح لنا بذلك..سنجد صعوبة في .." وضع ياغيز اصبعه على شفتيها و همس" ششششش..لا تتكلمي..سنتجاوز كل شيء معا..المهم أن نكون معا..قوة حبنا هي التي ستساعدنا..أنا لن أنكر ان هذا الحب كان ممنوعا و مستحيلا عندما كان أخي موجودا..و لن انكر أن وجودنا معا سيكون صعبا لأن شبح أخي سيكون بيننا ..لكنه لم يعد موجودا مع الأسف..لو بقي على قيد الحياة لكنت فعلت كل شيء لكي أبتعد عنك و ادفن هذا الحب في قلبي..لكن الآن..أريد أن أحميك و أكون لك العائلة التي لطالما حلمت بها..و لا تنسي أنك امانة أخي لي..و لن اتخلى عنك ابدا" لمعت الدموع في عيون هزان و قالت" لا اعلم..أشعر بشيء غريب ..أحس أننا لن ننجح " أحاط ياغيز وجهها بيديه و وضع جبينه على جبينها و همس" هايير..انسي هذا..و انسي فكرة الذهاب من هنا..ستبقين هنا..و سنتزوج..ليس لكي ننفذ العوائد و الأعراف..بل لكي نكون معا ..و نعيش هذا الحب" هزت هزان برأسها و صمتت فقبل ياغيز خديها و فتح الباب و خرج..

أعادت هزان حقائبها إلى الداخل و اخذت ترتب ثيابها..لم تكن لتنكر احساسها الداخلي بأن كل شيء سيكون على قدر كبير من الصعوبة..فبالنهاية..هي كانت زوجة الأخ و ستصبح الآن زوجة الأخ الآخر..ذلك الأخ الذي تمكن من قلبها و اجبرها على الوقوع في حبه..و كانت على وشك أن تضعف و تستسلم له و تصبح امرأة خائنة..لكنها لن تغفر لنفسها بأنها منحته حبا كان زوجها أولى بإعطاءها إياه..و يوازي هذا الشعور شعور آخر بالسعادة..لأنها ستكون مع هذا الرجل الذي تحب في الإطار الشرعي و الصحيح الذي يليق بحبهما..لكن مجرد تفكيرها في ذلك يبعث التوتر فيها..في المساء..جلست قبالة ياغيز على الطاولة يتناولان طعام العشاء..لم تكن هزان قادرة على التصرف بطبيعية..كانت على الرغم من قربها منه و من وجودهما معا لوحدهما تشعر بأن المسافة بينهما كبيرة و شاسعة..نظراتهما هي فقط من كانت صلة الوصل بينهما..قطع ياغيز الصمت بقوله" هزان..بخصوص زواجنا..لن يكون هناك حفل..بل سيكون عقد قران بسيط بحضور اكابر العشيرة..الا يزعجك ذلك؟" هزت رأسها بالنفي و أجابت" لا..على العكس..لن يكون معقولا ان نقيم حفلا في الوقت الذي لم يمر فيه اسبوع على وفاة أوغوز..ليكن كل شيء حسب العادات و التقاليد" ابتسم و قال" أعدك عندما يحين الوقت المناسب بأنني سأقيم لك حفلا كبيرا تتحدث عنه كل المنطقة" صمت قليلا ثم أضاف و هو يقف" لكن اولا يجب أن أقوم بهذه الخطوة" و اخرج علبة صغيرة من جيبه..جثى امامها على ركبته و فتح العلبة..فإذا فيها خاتم فضي بحجر زمرد اخضر و يبدو انه ارث للعائلة..نظر إليها و قال" هذا الخاتم ارث عائلي يمنحه الإبن الكبير لزوجته كهدية زواج..هزان..جنم..هل تقبلين الزواج بي؟" خفق قلب هزان بقوة كأنه استيقظ الآن من سباته و عاد إلى الحياة ..ارتعدت يدها و هي تمدها تجاه ياغيز..لامست وجهه بأصابعها و قالت بصوت مرتعش" نعم..من كل قلبي..أقبل"

الممنوع دائما مرغوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن