42..صلح بين العشيرتين

1.7K 52 0
                                    

وقف ياغيز وسط قاعة الإستقبال العريضة و قال" مرحبا بكم جميعا في منزلي..لقد اجتمعنا اليوم نزولا عند رغبة الآغا فرات الذي طلب اجتماع كبار العشيرتين..شرفتموني جميعا بقدومكم..و الآن سأترك الكلمة لفرات آغا لكي نسمع منه سبب طلبه لهذا الإجتماع..تفضل فرات آغا" نظر فرات إلى ياغيز مطولا ثم وقف و قال" مرحبا بكم جميعا..لقد طلبت منكم الإجتماع هنا..في قصر الآغا ياغيز ..لكي أطلب منكم أن تكونوا شاهدين على ما سأقوله و ما سأقوم به" ارتسمت علامات التساؤل و الحيرة على وجوه الموجودين فابتسم فرات و قال" لا داعي للقلق..لقد أتيت اليوم بنية فتح صفحة جديدة بين عشيرة اليلماز و عشيرة الإيجمان..ياغيز آغا..أمام جميع الحاضرين..أمد لك يدي و أقول بقلب مفتوح و نية صافية لننسى الماضي و الخلاف القديم و لنفتح صفحة جديدة بيننا..ما رأيكم آغا؟" رفع ياغيز حاجبه استغرابا و صمت قليلا..ثم اقترب من فرات و مد له يده و هو يقول" بكل سرور فرات آغا..لطالما انتظرت هذه اللحظة..و انا كذلك..و أمام الجميع..أمد لك يدي بقلب مفتوح و نية صافية" تصافح ياغيز و فرات أمام أنظار كبار العشيرتين الذين بدا الإرتياح و السعادة باديين على وجوههم..و كما جرت العادة..قام كلا الآغايين بتقبيل يد كبار العشيرتين و امتدت موائد العشاء على شرفهم..جلس ياغيز بجانب فرات و أخذا يتناولان طعامهما في جو مرح و مريح..سكب فرات كأس نبيذ ثم رفعه في يده و هو يقول بصوت عالي" نخب البداية الجديدة" رفع الجميع كؤوسهم مجاراة له فواصل بقوله" غدا سيقام احتفال في منزلي احتفاءا بهذا الصلح و الجميع مدعوون..نساءا و رجالا ..لن أقبل اعتراضا من أحد..ليكن في علمكم..و انتم ياغيز آغا كذلك..انتم و زوجتكم..ستكونان ضيفاي المبجلين" ابتسم ياغيز و قال" سيكون ذلك من دواعي سروري فرات آغا"

أنهت هزان الإشراف على تجهيزات العشاء و الضيافة ثم صعدت إلى غرفتها لكي ترتاح قليلا..استحمت و ارتدت فستانا أسودا يصل إلى ركبتيها و أطلقت شعرها القصير على كتفيها ..اكتفت بالكحل في عينيها و بعض البودرة على خديها و خرجت إلى الشرفة..من مكانها نظرت إلى ساحة القصر الفسيحة حيث نصبت الموائد و جلس المدعوون يتناولون طعام العشاء و يتسامرون..ابتسمت عندما رأت ياغيز يجلس وسطهم..شامخا..قويا..ذو هيبة و احترام..و كأنه شعر بها ..فرفع عيونه إلى الأعلى فالتقتا بعيونها..ابتسم و غمزها بخفة..نظر فرات إلى ياغيز و رفع رأسه إلى حيث ينظر..رأى هزان هناك..تعلقت عيونه بها..و شعر بخفقان قوي في قلبه..لم يستطع ازاحة نظره عنها..رمت هزان قبلة هوائية لياغيز و تراجعت إلى الخلف لكي لا تشغله عن ضيوفه..أبعد فرات عيونه عن الشرفة و عاد إلى الحديث مع ياغيز..قال" آغا..لم أحظى بفرصة تهنئتك على زواجك..مبارك..ليكن خيرا ان شاء الله" هز ياغيز برأسه و اجاب" شكرا لك يا آغا..انها العادات كما تعلم..هزان أمانة أخي و كان يجب أن أحافظ عليها" ابتسم فرات و قال" نعم..معك حق..بالمناسبة..أعتذر عن كل ما بدر مني بحقك في السابق..لقد أخطأت كثيرا بحقك..و حملتك ذنبا لا دخل لك فيه..أنا آسف" وضع ياغيز يده على يد فرات و قال" لننسى ذلك..اتحاد عشيرتينا سيكون في مصلحة كل المقاطعة..لنكن يدا قوية تعمل من أجل الأهالي..و لندع الماضي يموت و يذهب..أنا من ناحيتي لا أحمل لا ضغينة و لا حقدا" قال فرات"..و انا أيضا" ..انتهى العشاء و غادر كل المدعووين..على الباب..قال فرات" آغا..لاتنسى ..غدا أنتم و زوجتكم ضيوفي" ابتسم ياغيز و أجاب" لا تقلق..لن نتأخر عليك" صافحه فرات مودعا و غادر..

الممنوع دائما مرغوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن