13..موتي و لا تخوني

2.2K 70 0
                                    

وضع ياغيز يده على خده المحمر من آثار أصابع هزان عليه..ارتعدت بقوة من غضبها و صاحت"  ماذا فعلت أنت؟ هل جننت؟ كيف تفعل ذلك؟ كيف تجرؤ على تقبيلي؟ هل نسيت من أكون؟ انا زوجة أخيك يا عديم الشرف..اخرج من هنا..اغرب عن وجهي..اخرج" لم يقل ياغيز شيئا..نظر إليها للحظة ثم خرج مسرعا..بقيت هزان واقفة في مكانها ترتعد من شدة الغضب..وضعت يدها على قلبها الذي يكاد ينفر من صدرها..ثم رفعت أصابعها المرتعشة إلى شفتيها المبتلة بآثار شفاهه عليها..تحسستهما ببطء ثم أخذت تمسحهما بحركات عصبية..دخلت مسرعة إلى الحمام..فتحت الحنفية و أخذت تغسل فمها بالماء كأنما لتخفي كل أثر لشفاه ياغيز عليهما..لم تعد قادرة على إخفاء الدموع التي تجمعت في عينيها مترجمة الألم الذي مزق قلبها..فانفجرت بالبكاء..كرهت نفسها..و كرهته..و كرهت هذا المكان..و كرهت مجيئها إليه..لم تكن تعلم أن زواجها من اوغوز سيجعلها تلتقي بياغيز و سيجعلها تتأثر به هكذا..نظرت إلى نفسها في المرآة..قالت" لن تضعفي..و لن تتأثري..و لن تكوني خائنة..موتي و لا تخوني..اياك و ارتكاب قذارة كهذه..أبعديه عنك..بكل الطرق الممكنة..اجعليه يكرهك و ينفر منك..تحاشي الإلتقاء به او الحديث معه..لا تسمحي له بالإساءة إليك و جعلك تكرهين نفسك..اوغوز لا يستحق منك ذلك..احذري أن تضعفي و تستسلمي..احذري" مسحت دموعها و خرجت من الحمام..واصلت تجهيز الحقائب و هي تحاول نسيان ما حدث منذ قليل..في الحديقة..اخذ ياغيز يمشي دون هدى..أشعل سيجارة و اخذ ينفث دخانها بعصبية..سمع وقع أقدام و شعر بذراعي أوميرا تلفانه من الخلف..قالت" حياتي..أين اختفيت؟" ابعد ذراعيها عنه بعنف و قال" اذهبي إلى الداخل..أريد أن أبقى لوحدي" نظرت إليه بعتب و همست و هي تحاول لمس وجهه" حبيبي..لماذا تبعدني عنك؟" تراجع إلى الخلف و صاح بها" اوميرا..اذهبي إلى الداخل..لن اكرر كلامي مرة أخرى" قالت" تمام..لا تغضب" و تحركت إلى داخل القصر..

في الصباح..حمل ألتان حقائب هزان و أوغوز و وضعهما في سيارة الفورد الكبيرة..نظرت هزان إلى اوميرا الواقفة بثياب النوم و تجاهلتها..لم يكن ياغيز واقفا معها..بل ترجل عن حصانه شهريار أمام البوابة ..كان يرتدي قميصا أسودا بأزرار علوية مفتوحة و سروالا بنفس اللون..جبينه يتصبب عرقا ..و خصلات شعره الذهبي تلتصق بجبينه..أبعدت هزان عيونها عنه..تقدم من اخيه و قال" ستذهبان؟" هز اوغوز رأسه و اجاب" نعم اخي..سنذهب" عانقه اخوه و قال" انتبه على نفسك أخي..و لا تطل غيابك عني" ابتسم اوغوز و قال" تمام أخي" التفت ياغيز إلى هزان..صافحها و قال بنبرة طبيعية جدا" اعتني به جيدا" سحبت يدها من يده و قالت" لا تخف..انه في أيادي أمينة" ثم امسكت يد زوجها و ركبا معا في السيارة..تابع ياغيز ذهابهما بعيون لا تعكس شيئا مما يشعر به..التفت إلى ألتان و قال" ألتان..سأستحم و أغير ثيابي و نخرج معا..لدينا عمل مستعجل" هز التان رأسه و قال" تمام آغا..امرك" دخل ياغيز إلى القصر و توجه إلى غرفته..نزع ثيابه و دخل إلى الحمام..وقف تحت مرش المياه الدافئة و أغمض عينيه..رغما عنه..عادت إلى ذاكرته تلك الثواني التي اقترب فيها من هزان و قبلها..لشفاهها رحيق لذيذ و لاذع..حارق و دافئ كالمياه التي تتساقط الآن على وجهه و جسده..مرر لسانه على شفتيه كأنه يعيد تذوق شفاه هزان..تسارعت دقات قلبه و شعر بالدماء تغلي في عروقه..كانت قادرة على اشعال النار في جسده من مجرد تماس طفيف..هز رأسه بعنف تحت المياه كأنه يطرد صورتها و يقاوم حضورها الطاغي..انهى حمامه و خرج..لبس ثيابه و انطلق مع ألتان لإتمام صفقة سلاح جديدة..

الممنوع دائما مرغوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن