31..انتهى

2.2K 51 0
                                    

حملقت أوميرا في ياغيز و هزان اللذان كانا يتبادلان القبل المحمومة..كانا في عالم آخر ..لا يريان سوى أحدهما الآخر..ضغطت على الهاتف بين أصابعها حتى كادت تحطمه ثم تراجعت و عادت إلى غرفتها و الدموع تنهمر من عينيها..واصل ياغيز و هزان تبادل القبلات المجنونة دون توقف..التقت الألسنة و تراقصت معا..اشتبكت الأنفاس و تسارعت دقات القلوب..اختفى الكون من حولهما و نسيا من يكونان..بقي فقط ذلك الحب الكبير الذي يجمعهما و تلك الرغبة في الإحتراق معا في نار لطالما هربا منها..يد ياغيز انطلقت في رحلة استكشافية..تحسست عنق هزان..ثم نزلت إلى كتفها ثم إلى أعلى صدرها لتستقر فيما بعد على احد نهديها..انتبهت هزان لنفسها و وضعت يدها على صدره و أجبرته على التراجع إلى الخلف و الإبتعاد عنها..رفع يديه و قال" آسف..لم أستطع التحكم في نفسي..اعذريني هزان..لكنني متأكد الآن من أنك تكنين لي نفس المشاعر..أليس كذلك؟ أرجوك..قولي..لأسمعها و لو لمرة واحدة" نظرت إليه و حاولت السيطرة على ارتعاشة جسدها الذي يحترق و قالت" اسمعها و ادفنها في أعماق صدرك..أقفل عليها هناك ..و انساها..لأنك لن تسمعها مني مرة أخرى..نعم..اللعنة علي..أنا أحبك..أحبك..هل سمعت..أحبك..لكن هذا الحب حرام علينا..ممنوع..لا نستطيع أن نعيشه..لندفنه في قلوبنا و نقفل عليه هناك..اذا اقتربنا من بعضنا سنؤذي أشخاصا لا ذنب لهم سوى أنهم يحبوننا..لن نفعل ذلك ..لنتوقف هنا..و لينتهي كل شيء هنا..غدا سيجري أوغوز العملية التي أتمنى من كل قلبي أن تكون ناجحة..و بعد ذلك" صمتت فجأة فسالها" و ماذا بعد ذلك؟" أجابت" سأطلب منه الطلاق و أختفي نهائيا من حياته و حياتك..لن تراني مرة أخرى..و لن يتكرر ما حدث منذ قليل أبدا..لن اسمح لنفسي بأن أضعف مرة أخرى..كل شيء انتهى هنا" و تحركت بخطى سريعة بعيدا عنه..

في غرفتها..رمت أوميرا الهاتف على السرير بغضب و اخذت تلعن و تقول" اللعنة عليكما..كاذبان..خونة..مقرفان..ما هذا الذي رأيته؟ أخ مع زوجة أخيه؟ خيانة مقرفة ..تبا لكما..أليس لديكما خجل ؟ أليس لديكما ضمير؟ ..اكاد أجن..لا أكاد أصدق..لقد خدعتماني و كذبتما علي..خدعتما ذلك المريض المسكين و كذبتما عليه..اللعنة عليه من أخ..اللعنة عليها من زوجة" ثم صمتت قليلا و صدرها يعلو و ينخفض من تنفسها السريع..اشتعلت عيونها بلهيب غريب..شرر يتطاير منها ..جفت الدموع فيها و قالت و هي تضع يدها على صدرها" لن أغفر لكما..لن انسى خيانتكما..لن أسمح لكما بأن تسخرا مني و تضعاني موضع الحمقاء..ستدفعان ثمن هذا الألم الذي أشعر به..ستدفعان ثمنه غاليا..و غاليا جدا" ثم ارتمت على السرير و انخرطت في موجة بكاء شديد..بقي ياغيز واقفا بجانب المسبح ..تحسس دموعا سالت على خديه بأصابعه الرقيقة ..آلمه ما سمعه منها..فكرة ألا يراها أمامه كل يوم..ألا يستطيع محادثتها و الإحساس بأنفاسها و عطرها يملأ المكان..أن يشتاق إليها دون وجود لحل لذلك الشوق المحرق و المميت..ألا يسمع صوت و صدى ضحكتها في كل أرجاء القصر..كيف له أن يتحمل كل هذا..خاصة بعد أن علم أنها تبادله نفس المشاعر..بعد أن تأكد بأنها تحبه..لكن..معها حق..هذا الوضع الذي وجدا نفسيهما فيه لا حل له..هذا الحب الكبير الذي يشعر به أحدهما للآخر لا ينفي ما بينهما من عوائق و حدود لا يصح تجاوزها..فهي بالنهاية زوجة أخيه..و حتى لو تطلقت منه..فلن يكون من المعقول أن يرتبط بها..و لن يصدق الآخرون انه لم تكن بينهما علاقة في السابق..وضع مزري و متعب..حدا سيف يوضعان على رقبته كل واحد منهما أمضى من الآخر..بقاءها و هي زوجة لأخيه الذي سيصبح قادرا على اقامة علاقة معها امر لن ينجح في تحمله..بل سيساهم في تحطيم حصون مقاومته و مقاومتها و سيقودهما حتما إلى الخيانة الجسدية التي يرفضانها..و ذهابها من هنا و غيابها عن عيونه و خروجها من حياته أمر أقسى و اصعب و اكثر إيلاما..و سيقتله كل يوم رمقا بعد رمق..فتحت هزان باب غرفتها و نظرت إلى زوجها النائم..لم تستطع منع دموعها من النزول بغزارة على خديها..فهاهي تفعل للمرة الأولى ما كانت تقاومه و ترفضه..للمرة الأولى تبادل ياغيز قبلته و تعبر له عن مشاعرها تجاهه..دخلت إلى الحمام و نظرت إلى وجهها في المرآة..لم تتحمل النظر اكثر من ذلك..ضربت المرآة بيدها فكسرتها و جرحت يدها جرحا عميقا..

الممنوع دائما مرغوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن