الفصل الحادي عشر

16.1K 537 46
                                    

(الفصل الحادي عشر)

"أنا عايزة أسافر"

لماذا توتر !....لماذا أنقبض قلبه بهذا الشكل ....لماذا ولماذا ولماذا !!

"ليه"
قالها ببرود برغم ما بداخله ، لتنهض من على فخذه وهي تقول :
"أنا زهقانة ، ومخنوقة ، حسا أن عندي كبت ، وهبقى أحسن لما أسافر ، ممكن أسافر يا مازن"

أغلق الكتاب ووضعه بجانبه وهو يقول بتوتر :
"طب وأنا !! ، هتسبيني"

وتغيرت نظرته ، وتحول من مازن ريان ، إلى طفل صغير يتوسل بنظراته لأمه حتى لا تتركه ، لكنها قالت بدهشة :
"أنت أيه !"

تدرك نفسه وهو ينطق :
"أقصد ملك يعني ، هتسبيها"

"لا عادي ممكن أخدها معايا ، لو موافق"

"أنتي عارفة رأي في موضوع أنك تسافري لوحدك"

نظرت له وهي تقول بترجي :
"مازن أنا مخنوقة ، ومحتاجة أمشي من هنا ، أنا أخر حاجة ممكن أعملها أني أخنق نفسي في وسط مكان أهله م ......

وضع يده على ثغرها يمنع ما تبقى من كلماتها ، ثم قال ببعض العنف :
"أهل أيه يا هبلة ، أهل البيت إلى هما أنا وأنتي وملك وبس ، وأذا كان على يامن وليان هيقعدوا مهما يقعدوا ويمشوا يرحوا بيتهم ، أحنا أهل البيت ده"

وضعت يده على وجهها وهي تقول بضيق :
"يووه أنت برضو مش فاهمني ، أنا مخنوقة حسا أن في حاجة كاتمه على قلبي ، أنا ....أنا

صمتت ولم تكمل ، لكنها بدأت بالبكاء ، لم يراها لكنه سمع صوتها ، أنتفض مازن كمن لدغته أفعى ، ليقترب منها وبكل هدوء يحاوطها كمن يحاوط أبنته ، وهي أنفجرت ....لا تدري ماذا تقول له ؟ ....تشعر بلعنة تقترب منها ....تشعر بالخوف يداهمها ....بدلاً من أن يحميها مازن ....بل أقلقها أكثر ....أصبحت قلقة من حدوث أي شئ له بسببها ....فهو شخص عزيز ...عزيز فقط ليس أكثر ...هكذا قالت لنفسها وهي تحاوط رقبته بيدها وتتمسك بشعره الناعم

"أحكيلي مالك ، أكيد كل زعلك ده مش من ليان بس"
قالها مازن وهو يربت على ظهرها ، تنهدت بحزن ثم أستعادت رابط جأشها وهي تقول :
"لا هو بس كمان الشغل وكدة ، لكن أنا بقيت تمام"

وخرجت من بين ذراعيه بحرج ، ثم نهضت وتركته يتابعها بنظره حتى ذهبت ، شرد قليلاً فما وراء تلك المهرة كبير إلى الحد الذي لا يمكنها الأفصاح عنه ولا نسيانه

___________

مر اليوم طبيعياً هادئاً ، قضت مهرة بقيت اليوم في غرفتها أفضل من غرفة مازن فهي مشتته ولا تريد رؤيته ، حاولت بقدر الأمكان معرفة ما الذي يشتتها ، لكن هي قررت التعامل مع نفسها وكأن لا يوجد أي شئ ، ظلت تعمل على الحاسوب إلى فترة طويلة ، حتى تنهدت بثقل وهي تزيحه من على قدمها ، ومن درج الخزانة الصغيرة بجانبها أخرجت مذكراتها ، وفتحت أحدى الصفحات وبدأت تكتب كلمتها الحزينة

مهرة والأمبراطور 🖤_مكتملة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن