الحلقة ١

3.9K 206 14
                                    


🍃 كنتُ صبياً، وقد نشأت في المساجد وعند سفح المنابر، ترعرعت في أسرة متدينة وعملت في قاعدة التعبئة التابعة لأحد مساجد مدينتنا منذ الصبا.

كانت لي فعاليات كثيرة بالتعبئة خلال سنوات المدرسة، والتي صادفت السنوات الأخيرة للحرب (الدفاع المقدس) .
كان لي حضور دائمي في المسجد ليلاً ونهاراً🕌.

تمكنتُ أخيراً، في السنوات الأخيرة للحرب من الالتحاق بجمع جنود الإسلام بعد كم من الدعاء والنحيب والإصرار والإلحاح على الله، ولو كانت لفترة وجيزة لكني تذوقت حلاوة الجو المعنوي والروحاني.

بالمناسبة، كنت أعيش آنذاك في إحدى البلدات الصغيرة التابعة لأصفهان.
قد مرت أيام الجهاد والجبهة بسرعة كبيرة وبقيَتْ منها الحسرة في القلب على أن أدعى شهيداً💔.
لكني منذ ذلك اليوم، بذلت قصارى جهدي لأكسب الحالة المعنوية والروحانية لتكون ملازمة لي في حياتي.
لأنني كنت أعلم أن الشهداء نجحوا في الجهاد الأكبر قبل الجهاد الأصغر، لذا في فترة شبابي حزمت الهمة والسعي بأن لا أرتكب أي خطيئة.

كانت عيناي تحدق بالأرض طوال مسير ذهابي إلى المسجد، لكي لا يقع بصري على أجنبية.
ذات ليلة كنت وحيداً، توجهت وإختليت مع ربي وبكيت بكاءاً كثيراً😭، وأنا في تلك الحالة التي كنت حينها أبلغ سن السابعة عشر طلبت من الله أن لا ألوّث حياتي بفعل قبيح، ولا أقترب لذنبٍ ما أبداً.

توسلت وناجيت الله كثيراً وطلبت منه بإلتماس أن يُعجّل في موتي⚰.
قلت: أنني لا أريد أن أملك باطن ونفس ملوثة بالخطايا والذنوب وأخشى أن أغرّ بالدنيا وأفسد عاقبتي.
لذا توجهت إلى عزرائيل وتوسلت به أن يأتي سريعاً وعاجلاً...

ثلاث دقائق في القيامة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن