الصفحة الثالثة

2K 110 16
                                    

على سفرة العشاء الممتدة في الصالة المتسعة بين المطبخ وصالة الاستقبال أخذت ندى توزع الأطباق بتساوٍ ودقة لم يكن لأحد أن يتمتع بها غيرها فقد اكتسبتها من عملها الدائم في ترتيب خزائن الأدوية، فطنت لرنين الجرس بعد أن نظرت هي و والدتها السيدة ياسمين إلى الساعة التي لم تكن تخطت الرابعة مساءً وهذا قطعاً ليس الوقت المناسب لقدومِ أحد من المدعوين، لكن الطرق المُهذب مجدداً دفع ندى لتتحرك وتترك كلماتها تصل لأمها

_يبدو أن ضيوفكِ متحمسين

"ضيوف!! ماذاا" خرج صوت ريهام قبلها من الغرفة وهي ترتدي فستاناً يناسب صبية في إشراقة بنائها "لم أضع مساحيق التجميل بعد وشعري يبدو مثل شعر النعامة"

_لأول مرة تقولي كلمة حق

رمت ريهام المِشط لتصيب به ندى التي إلتقطه بخفة غير متوقعة

_اسمعي أنتِ وهي، هذه التصرفات الخرقاء تتوقف حالاً

الطرقة الثالثة الرزينة حسمت الموقف بإغلاق ريهام باب غرفتها واتجاه ندى نحو الباب ببرود فتحته، تنهدت ما إن وجدت زهرة خلفه تنتظر فلم تكن مستعدة لمقابلة إحدى سيدات الجمعية أو بناتهن وهنّ بكامل بهرجتهن بينما ما زالت هي بملابس البيت، رغم أن هذا لم يكن يفرق معها في شيء، إلا أنها اكتشفت أنه شكّل ضغطاً لشعور الراحة الذي خالجها لظهور زهرة.

_زهرة، يا أهلاً تفضلي

"شكراً لك، أنا.." أشارت زهرة بإبهامها للخلف دون أن تلتفت "مررت للصيدلية قبل قليل لكنها كانت مغلقة..هذا" تشابكت يداها قبل أن تمد إحداهما بحرص لتوصل ورقة أشبه بروشتة إلى ندى "هل لكِ أن توفري هذه من فضلك، أحتاجها ضرورياً" تناولتها منها ندى لتفهم ما الذي تحتاجه في نفس الوقت ظهرت والدتها خلفها لتبادر زهرة

_أهلاً ست ياسمين

"لماذا تقفين أمام الباب..تفضلي" قالت ياسمين وهي تحاول تجفيف يداها بأكمام مئزر المطبخ

_أخشى أننـ..

"آه زهرة، هبطتِ من السماء تعاليّ.." فتحت ريهام باب الغرفة كأنها اكتشفت كنز

"لا تضغطـ.." لم تكمل ندى جملتها أيضاً حتى وجدت ريهام قد سحبت زهرة من يدها لغرفتها، أغلقت باب المنزل تنهدت وهي تطلق الشتائم في عقلها على أيمن، خطفت نظرة إلى أسماء الأدوية لترى توافرها في ذاكرتها التي تحولت إلى خزائن وهمية ومن ثم وضعتها على رفِ المنضدة المجاورة للباب واستجابت لنداء والدتها التي سبقتها عائدةً إلى المطبخ "عليكِ دعوتها أيضاً"

نَدَى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن