توقفت السيارة أمام باب البناية مقابل الصيدلية بداية المساء، انتقل وسيم تاركاً المقود وهاماً بفتح باب مقعد السيارة الخلفي ليجد ندى فتحته بالفعل مسندةً ريهام، أراد إسنادها معها لكن ريهام رفضت وخبأت وجهها في كتف ندى
_شكراً لك وسيم، لم يكن عليك إيصالنا وترك ضيوفك
_لا تقولي هذا، أنا من أعتذر على ما حدث
خرج أيمن أمام باب الصيدلية وساعد ندى في إسناد ريهام التي لم تعترض هذه المرة، الدرج العالي قطع أنفاسهما لكن سرعان ما فتحت الباب ومددت ريهام براحة في سريرها، قبّلت جبينها "لم أشأ أن يحدث هذا"
_أريد أن أنام
_حسناً،..
تراجع أيمن ليقف على باب المنزل من الخارج بينما تصعد ياسمين السلالم عائدة من الخارج "أهلاً خالتي ياسمين"
"أهلاً أيمن، ندى ليست هنا اليوم" أخفض أيمن وجهه بينما ندى فكّت إطباق الباب من الداخل "ماما.. أيمن لماذا خرجت تفضل للداخل"
"متى رجعتِ؟" سألت ياسمين
"تركت غيث في الصيدلية، عليّ الذهاب، أتمنى لها العافية" تراجع أيمن نازلاً السلالم لينتاب ياسمين القلق "لِـ مَن تمنى العافية، ماذا حدث! قولي ندى"
_تعالي ماما
لم يدم جلوس ياسمين كثيراً على الأريكة في منتصف الحديث قامت بفزع نحو الغرفة لتمسكها ندى "أتركيها وحدها قليلاً حتى تهدأ"
"ماذا يفعل عصام مع تلك.." أمسكت ياسمين لسانها عن الشتيمة "ماذا يفعلان وفي مزرعة صباح"
"لم يكن هو وحسب" ذهبت ندى لتتناول قارورة الماء وصبت البعض لوالدتها إذ لاحظت رجفة يدها "المزرعة مكتظة برجال الأعمال، من نظرته لنا فهمت أنه لم يكن يعلم بوجودنا على الأغلب"
_يستحيل أن تفعل صباح ذلك بي
"ما أدراني ماما، ربما كان مدعو مع السيد علي كان هناك كذلك تعلمين هو مثل ظله" تنهدت مردفةً "لولا زينب الله وحده يعلم ماذا كان ليحل بابنتك"
_مَن زينب؟
_أخبرتك منذ قليل أن هناك فتاة روّضت الفرس
_نعرفها؟
_لا..لا أعلم..لا تعرفينها
هطلت الدموع على وجنة ياسمين جالسةً مرتكزة إلى طرف الأريكة، غطّت وجهها بكفيها، ذهبت ندى نحوها وضعت يدها على كتفها وبهدوء نطقت "لا تفعلي هذا ماما" أخذت يدها من عن وجهها نظرت جاثيةً للأسفل "ربما من الأفضل أن شاهدته هكذا، علّها تقتنع بعدم جدوى محاولاتها التعلق به"
أنت تقرأ
نَدَى الليل
Romanceلأن قلب الأنثى إذا ما إلتقى بمثيله في الحب فقد أنزل كل ما عليه من ثقل، أصبح خفيفاً يحمل الدم إليه كـندى الزهر. حكاية لربما تعبر عن شيء، أو أيّ شيء.