الصفحة الرابعة والعشرون

1.1K 50 26
                                    

ثلاث خطوات كانت كفيلة بأخذ ندى استعدادها بينما تتواجد في النوبة المسائية، رغم إنشغالها بتقييد الحسابات لعمليات البيع الأخيرة التي حصلت وهذا بدوره يحتاج تركيز عالٍ منها لكن هذا لم يمنع شعورها بضرورة التركيز مع ما يحدث الآن، لم يدخل الرجال الذي لاحقوا زينب وحسب لكن هذه المرة السيد علي بنفسه يتوسطهم غير آبه بشيء وبصوتِ واضح جداً

_مساء الخير ندى، الابنة الغالية

بعنادة ردّت "ماذا تفعل هنا"

"لا ترد المساء حتى" وجه الكلام للشخص الفارع القامة ممتلئ البدن يأتِ خلفه يميناً

بقيت ملامحها ثابتة كأنها لا تعرفه البتة ما جعل السيد علي يطلق قهقهة آلية 

_ابني المصون يحفظه الله يقوم بدوره على أتم وجه

"لا وقت لدي لأنشغل بكم، هناك الكثير لأفعله وأيمن ليس هنا" صرّحت ندى في دعوة غير مباشرة لهم للمغادرة

بهيئته المتسلطة والثياب الثقيلة التي يرتديها، نظر لساعته الوازنة بعجرفة قائلاً 

_من قال أننا هنا لنلعب، أليست الصيدلية مفتوحة؟ 

_لم أفهم

"لم تعجبيني، ركزي معي" ذاهباً إلى الإتجاه الآخر حيث القسم الجديد الذي يعرض منتجات وحاجيات الأطفال، أخذ يعبث بثياب  بيده مجسماً  وأكمل "ما هذا، خسارة سنوات الدراسة والصيدلة والله "

_إن كان كلامك لا يفيد، عرض أكتافك يكفيني 

"تعال بعرض أكتافك إلى هنا" أشار لأحد رجاله "سنريك عرض أكتافنا جميعنا لكن عليكِ أن تدركي أنه لن يستحسن أن تجربيها ولن أسمح بذلك كونك ابنة طارق العزيز 

_اعتبرني من الآن أنني لستُ ابنته

أكمل إلتقاط الحاجيات واحدة تلو أخرى وهذه المرة استقرت في يده لعبة للأطفال وبينما هو يوجهها نحو ندى أصدرت خشخشةٌ  أكمل"هذا الرجل يحلف بروحه أنه رآى زينب تدخل إلى هنا تلك الليلة"

_من زينب!

 "لا يليق بك" لوّح نحوها مرة أخرى باستفزاز بلعبة الأطفال "هذا الدور الذي تأخذيه الآن"

_لا أحاول أخذ أي دور

"هذا يثبت أنكِ تفعلين" ثم بنبرة مراعية قال "أنتِ شابة يافعة وصدقيني لو أنكِ لستِ ابنة ذلك الرجل الطيب لما أعطيتُكِ هذه المساحة للحديث من الأساس"

نَدَى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن