الصفحة التاسعة عشر

1.2K 68 20
                                    

"لا تحبيها؟" بادرت ندى بالسؤال بعد أن لاحظت النفور على محيا زينب التي هزّت برأسها يميناً فيساراً دون كلمات

"أخبرتها أنها تحتاج ملح" تمتمت ذلك بينها وبين نفسها وهي تنظر لطبق الملوخية أمام زينب، لاحظت حُمرة جفونها التي لم يخف أثرها مذ تركتها قبل ساعات، وها هي تكاد تبكي من جديد

_أُحضّر لكِ شيء آخر

"لا.." ابتلعت ريقها وبضع دمعات عالقة في حلقها لتكمل  "جدي كان يحضرها لنا.."

اقتحمت الدمعة جفنها الأيسر وأسكتت صوتها ليهطل دمعها دون إرادتها، ما تنبأت به ندى في مكانه تحركت من أمامها باتجاه باب الشقة شعرت وكأن زينب تحتاج لحظة مع نفسها "..سأعود"

خرجت هابطةً السلالم عائدة إلى منزلها، طلّ طيف رجل أمام الباب عندما إلتفت لزاوية السلم الأخير، بامتعاض واضح قالت "بابا؟"

إلتف السيد عصام وأنزل يده التي كانت مترددة في دق الباب "حبيبتي، أين أنتِ" نزلت ندى الدرجات ليقترب بدوره ضاماً إياها "لماذا لا تُجيبين على الهاتف"

"يبدو تركته في البيت" تحدثت بينما تتفقد جيبها

_هل ستتركيني أيضاً على الباب

_ولو البيت بيتك

مسك يدها قبل أن تدير المفتاح "ياسمين بالداخل!"

أدارت المفتاح وبمكرٍ واضح نظرت له "ألست هنا لأنك تعرف أنها تكون بالجمعية الآن!"

_لا تقوليها في وجهي هكذا، سأحب لو رأيتها

"لم يعد أحد يتحدث بهذا البيت عمّا يحب لو تعلم.. تفضل" تقدم السيد عصام خلع معطفه علّقه في شمّاعة الثياب القريبة من الباب وصاح باستمتاع "الله! أعرف هذه الرائحة"

تقدمت ندى وجلست حول المائدة التي ما زلت على حالها قبل أن تصعد لزينب "ما زالت ساخنة، سأسكب لك"

_لست جائع

_أراهن على ذاكرتي أنه ما زال طبقك المفضل

_وطبقك أيضاً

"ربما لهذا أنا متأكدة لذا لا تضيع الفرصة" ابتسمت له وقالت وهي تسكب له طبقاً "تخيّل أن ريهام من حضّرتها"

_لن أرفض الآن

أكل السيد عصام بشراهة ميّزتها ندى عن تلك التي كانت لدى زينب منذ قليل، قبل سنوات كان والدها يجلس بصدر المائدة ويطلب طبق إثر آخر وهو يلقي بالثناء على والدتها التي تتذمر أن الفتيات بدأن يكبرن ويجب أن يفهم حساسية الوضع فيضحكن جميعاً حين يقفز ويُقبّلها أمامهن غير مكترث

نَدَى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن