الصفحة الرابعة عشر

1.3K 81 36
                                    

اخترق الصوت الدفء في المسافة بين جسدها وجسد ريهام التي ما زالت نائمة بعمق، لم يدلها الضوء الخافت المتسلل من النافذة على الوقت، من الممكن أن تكون أنوار مركز التسوق من الطريق المقابل، تشيع هذه الانوار الضخمة النهار حتى في ساعات الليل المتأخرة إن لم تكن الستائر مغلقة.

تحسست أسفل وسادتها هاتفها، أعادت فتحه ليفاجئها الضوء بعودة الصداع، السادسة صباحاً فقط! يبدو أن والدتها في الخارج ليست وحيدة، عادت لتركز بالصوت الذي أيقظها، فكرت ربما تتحدث على الهاتف مع إحدى رفيقاتها وتشكو لها منذ البارحة، لكن صوتٍ أجش يبدو لرجل قفز إلى مسامعها لتسحب الغطاء وتتحرك.

 حاولت القفز من زاوية السرير مع الحائط متجاوزة ريهام كي لا تيقظها، ما إن فتحت باب غرفتها لتلمح وتتعرف على طول الممر المؤدي للصالة صُلب ظهر المتحدث "بابا" 

"ندى" خطى نحوها ليتضح وجه والدتها المتجهم من خلفه أكمل "استيقظت أخيراً"  

تقدمت ندى نحوه قبل أن يكمل خطواته قريباً من غرفتها "لماذا أنت هنا في هذا الوقت" أجابته بوجه لا يقل تعابيره عن وجه والدتها مذ قليل ليخفض يديه المفتوحتان لعناقها

"ماذا أصابكما!" قالت متعجباً وناظراً لها ولوادتها لثوانٍ ثقيلة تتقلب نظراته لهما "لم أنزل من السماء"

_عصام، لا تُقحم بناتي في قصصك أكثر، غادر الآن  

_لن أغادر قبل رؤيتها والاطمئنان عنها

_نائمة لا أظن أنه يستحسن إيقظاها على هذا الخبر بعد ما حدث 

"كنت هناك في عمل، لم أعرف أنكما مدعوتان! ألم أكن على تواصل معك طوال الأسبوع الماضي لماذا لم تخبريني!!" تحدث عصام بأعصاب مشدودة حتى بدأت نبرة صوته بأخذ طابع حاد

"عمل، آه تقصد أن تلاطف عشيقتك مثل المراهق؟؟ ما أحلاه من عمل" أسندت نفسها للحائط بثبات رغم قدماها المرتجفتين

"ندى! تأدبي" زجرتها والدتها عن التحدث ليغلي جبين عصام ويتحدث بصوتٍ منخفض يعلوه الحرج "لم أصل إلا البارحة، كنت أريد جعلها مفاجاًة لكما"

_فاجئتنا حقاً

"لا بد أنكِ لم تنامي جيداً حبيبتي، لنتحدث لاحقاً" لم يكن عصام متأكداً أن ندى من كانت تتحدث فهي دائماً الوسيط بينه وبين والدتها وهي التي دعمت قراره بالرحيل إن لم يكن سعيداً مع والدتها 

"لا لن نتحدث، إن استيقظ أحد ورآك الآن في العمارة نصبح لقمة سائغة في لسان الصالح والطالح" قررت ياسمين  ليرخى عصام يديه إلى جانبيه بعد أنا كانتا متشددتان للأمام مدافعاً عن نفسه أمام حديثهما الذي كان مقتضباً لاذعاً، نظر لندى "سنتحدث" صعدت الكلمة مجدداً على لسانه بينما يغادر.

نَدَى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن