أخذت تتقلب في الفراش كفراشةٍ أحرقها قرب الضوء، لم يكن أكبر همها النوم، عند عودتها سابقاً من نوباتها المسائية كانت تغرق في فراشها دون وعي بما حولها لكنها فقدت هذه العادة الثمينة مؤخراً، لم يكن أمامها إلا ابتلاع قرص آخر من مسكن آلام الرأس واستعراض ذاكرة قصيرة من أحداث الأيام الأخيرة لتدور ذات الفراشة في عقلها وتسقط في النوم بجانب الضوء
"كم الوقت؟" أفاقت وهي تفرك شعرها وتجمعه من كل جانب ليظهر وجهها
_ لا أعلم، انظري إلى هاتفك
الصداع يضرب رأسها بدرجة أشد من تلك التي أصابتها قبل أن تنام، مدّت يدها تتحسس وجود الهاتف لتتذكر أنه ليس بحوزتها وقد تركته مع زينب، مدّت طولها إلى الستائر ونظرت بغرابة "حل الليل!"
_والناس شبعت نوم
"سيقتلني أيمن" فزعة قامت من سريرها وهي تدرك أنها تأخرت عن نوبتها ساعتين على الأقل وبينما تخرج إلى الصالة متجهة إلى الحمام وصلها صوت ريهام "لو كنت مكانه سيقتلني شكلك"
فتحت ندى الماء استعداداً للاستحمام لكن صوت ريهام لم يَسكت "قبل أن تخرجي أتركي لي بعض المال"
"ألم ينتهي الفصل" قالت بصوت لم تكن متأكدة من أنه وصل ريهام في الغرفة
_بلى لكن سأخرج مع رفاقي..
"ألم يكفيكِ ما أعطيتك قبل أيام" عادت ندى لتطل على ريهام من باب الغرفة، طأطأت ريهام رأسها ولم ترد عليها، لتتجه ندى وتخرج من محفظتها ما به النصيب وتمده لها قائلة "لا تقلبي لي وجهك هكذا، خذي" ليعود نشاط ريهام المعتاد وتقفز نحو ندى التي أبعدتها عنها عائدة باتجاه الحمام، لكن هذه المرة لم تنسى أن تذعر بسبب انعكاسها كاملاً في المرآة الضخمة والتي ما زالت تنسى وجودها تماماً، وقفت لتنظر لنفسها ووجدت نفسها فعلاً في حالٍ يرثى له، وجه شاحب وقوارب سوداء أسفل عينيها.
ما إن غمرها الماء حتى أخذت تفكر بمحفظتها التي أصبحت خاوية وما زال هناك عشر أيام إلى نهاية الشهر، عاتبت نفسها لأنها سألت ريهام حول كفايتها فهي تعهدت أن تتحمل مسؤوليتها منذ أن انفصلا والداها ولكن يبدو هذا صعب الآن.
وهي توقف الماء هرب تفكيرها إلى زينب "لا بد أنها بحاجة حمام دافئ" تمتمت وهي تخرج متجهة إلى الغرفة
"ماما ليست هنا؟"
_ستبقى عند سهى
"ممتاز" همست بينما تضع مجفف الشعر في مقبس الكهرباء أكملت "وأنتِ؟"
أنت تقرأ
نَدَى الليل
Romanceلأن قلب الأنثى إذا ما إلتقى بمثيله في الحب فقد أنزل كل ما عليه من ثقل، أصبح خفيفاً يحمل الدم إليه كـندى الزهر. حكاية لربما تعبر عن شيء، أو أيّ شيء.