تدفق صوت زهرة في أذنها "في ماذا تحدقين" اقتربت ريهام كي تستمع لما تقولانه من الجهة الأُخرى إذ كانت تتوسطهما ندى التي فور ما أجابت "لا شيء" حاولت بعد ذلك تبديل تركيزها وهي تمدُ يدها لتتناول الكأس من أمامها، بالها ما زال مشغولاً بإستراق النظرات والتأكد من أنها ذات الفتاة
"يا إلهي ندى ماذا حدث لكِ" تحرك الجميع من حول الطاولة في نفس الوقت خوفاً على ملابسهم الأنيقة من أن يصلها إنسكاب العصير الذي إندلق من يد ندى بعشوائية، وصل مُنظِم الحفل الأقرب من الطاولة واصطحبهن إلى طاولة قريبة قائلاً "تفضلن هنا إلى أن أنتهي من توضيب المكان"
لم تتحدث ندى بشيء وكانت منفصلة تماماً عن صورة ما حولها إذ وجدت نفسها نهايةً تجلس جانب الفتاة مباشرةً، حول الطاولة التي دلّهم عليها المُنظِم، رغم أن هذا أكد لها أنها نفس الفتاة وقَتَل حيرة نظراتها المسترقة قبل دقائق إلا أن قربها إلى هذا الحد جعلها تفضل الإبتعاد، هي الآن مرتبكة فيما تتصرف، هل تُعرّفها بنفسها؟ تلقي التحية عليها أم ربما عليها تتجاهلها! تُلح الرغبة داخلها ببدء الحديث معها وتقول في نفسِها "ساعدتني في الصيدلية" وفي نفس الوقت الصمت هو الممتد "لم ألتقِ بها كثيراً على كل حال"
"أهذه الفتاة التي سألتني عنها ذاك اليوم" قالت ريهام وأوقفت صوت عقل ندى الذي كان يحادثها
_أجل..
أكملت ريهام همسها "لكن لماذا تجلس في مقدمة المدعوين هل هي من أقارب أيمن؟"
إلتفت ندى لتبعد موضع جلوسها عن الفتاة بقدرٍ كافٍ "إن كان أيمن يعرِفها لماذا سأسألك عنها!" كانت ندى تسرف في التفكير وإظهاره بالكلمات حتى بدأت ريهام بمجادلتها "حسناً سأُنجّم المرة القادمة أنكِ قابلتِها في الصيدلية بينما أيمن موجود"
"مرحباً أنسة؟ أم سيدة؟" قَسمت زهرة حوارهما الخفيض وبادرت بالحديث مادةً يدها للسلام "آسفات على إقتحام طاولتك بهذا الشكل لكنك ربما رأيتِ ما حدث هناك، أنا زهرة صديقة العروس"
فغر فاه ندى لهذه الإنسيابية لدى زهرة بينما ريهام تشجعت وقدمت نفسها "وأنا ريهام، شقيقة ندى، إلتقيتما في الصيدلية"
مدّت الفتاة يدها بارتباك بينما تنظر لهنّ جميعاً، كأنهن ظهرن فجأة، لوهلة أنها غير مُلاحظة وقالت كأنها تتدرب على إخراج الكلمات لأول مرة "أنا..."
"عذراً آنساتي لكن مَنْ سمح لكنّ بالجلوس هنا؟" تدخل مُشرف الحفل حتى جاء الرجل الذي دلّ الفتيات للجلوس "سيدي انسكب العصير على طاولتهم وأنا أجلستهم هنا حتى أنتهي من توضيب الفوضى"
أنت تقرأ
نَدَى الليل
Romanceلأن قلب الأنثى إذا ما إلتقى بمثيله في الحب فقد أنزل كل ما عليه من ثقل، أصبح خفيفاً يحمل الدم إليه كـندى الزهر. حكاية لربما تعبر عن شيء، أو أيّ شيء.