سمعت ندى ما قالته والدتها ولكنها لم تجبها، أنزلت مقبض الباب ليفتح لكن عاد صوت ياسمين لتؤكد ما قاله "فهمتِ ما قلته؟"
_حاضر
ما إن فتحت الباب حتى قابلت ريهام تحمل حقيبة صغيرة بها مستحضرات التجميل خاصتها وجهاز الحاسوب المحمول في يد وبعض الملابس في يد أخرى، كانت تنظر لها بنظرات حقد "ارتحتي" لم تتزحزح ندى من أمام الباب للحظة فما قالته والدتها كان صعباً عليها "ما بكِ روحي من وجهي"
لم تسكت ندى هذه المرة وسحبت ريهام من يدها إلى الحائط المجاور لغرفة والدتها في من الخارج ما أدى ذلك إلى انزلاق الحقيبة الصغيرة في يدها وبعثرة علب التجميل مع محاولتها التمسك بالجهاز وبقية الأغراض بين يديها، بصوت هامس وجدي قالت ندى "لولا زينب لكانت ضلوعك مكسرة وكنتِ في المستشفى تتألمي وتتعذبي، لذلك أنتِ آخر شخص يتكلم"
أكملت ندى طريقها إلى غرفتها، حاولت اصطناع ملامح جديدة بينما كان خدها ينبض من قوة الصفعة، طرقت الباب بلطف لكنها تفاجئت برد فعل زينب التي ارتعدت في مكانها دون داعٍ لتُطمئنها ندى "لا عليكِ هذه أنا"
_هيا لا تبقي مكانك، أعتقد أن حمام ساخن سيساعد
_لا أعلم ندى، حاسة بنفسي غريبة هنا، كل ما أوده الذهاب لأمي
لم تبادلها ندى بأي رد فكلام والدتها يدور في رأسها دون توقف حتى أعادتها زينب لما يحدث الآن حين قالت
_أقدر كل ما تفعليه من أجلي لكن اعملي معروف ودعيني أغادر غداً
_حاضر سنذهب غداً وترين والدتك
قفزت زينب من مكانها دون فهمها ما كانت تشير له ندى التي كان ذهنها منهك لأقصى حد، اتجهت نحو دولاب الملابس ولكن هذه المرة فتحته وفي يديها أشارت لزينب "تفضلي اختاري ما يناسبك طالما البيت بيتك"
ابتسامة عابرة علت محيا زينب كانت كافية لتشعر ندى بالراحة لثوانٍ قليلة وتركز معها على اختيار الثياب
غابت شمس النهار ولم يكن لأحد أن يخرج من البيت، كأن الجميع في حالة تحفظ، أعدت ياسمين الدجاج المدخن مع حساء الفطر وأرز الشعيرية على الغداء، لم يتحدث أحد غير عن الأطباق ومدى لذتها، ندى شاردة فيما ستفعل بشأن هذه الفتاة ولم تفهم زينب ما بها لكن أحاديث ياسمين كانت موجهة لزينب ولذلك كان عليها مجارتها في الحديث حول فروقات المطبخ الشعبي والحديث
قبل وقت العشاء كسر جمود البيت صوت قرع الجرس، خرجت ريهام وفتحته بلا مبالاة ظناً منها أنه أحد الجيران إما يريد ملح أو أي غرض ممل لتستقبل وسيم خلف الباب وتُفاجئ بهيبته وطوله وبالتأكيد وسامته
أنت تقرأ
نَدَى الليل
Romanceلأن قلب الأنثى إذا ما إلتقى بمثيله في الحب فقد أنزل كل ما عليه من ثقل، أصبح خفيفاً يحمل الدم إليه كـندى الزهر. حكاية لربما تعبر عن شيء، أو أيّ شيء.