الصفحة الرابعة

1.4K 97 17
                                    

~الحب حياتنا وبيتنا وقوتنا..للناس دنيتهم واحنا لنا دنيتنا..وإن قالوا عن عشاقه بيدوبوا في نار أشواقه.. أهي ناره دي جنتنا، ناره دي جنتنا~

"هاتفكِ يدق منذ ساعتين" تخالط صوت أم كلثوم في الراديو مع غنائها أيضاً في نغمة رنين الهاتف الذي رمته ريهام على طول يدها إلى أن استقر وتوقف عن الرنين في حِجر ندى

_حقاً؟ 

"يعني الست مشتغلة بكل البيت من صبح الله" وصلت ريهام للراديو أطفأته أيضاً، عمّ السكوت فجأةً في المكان لولا ضوضاء الشارع التي تأتي من الشرفة حيث كانت ندى تجلس وتشرب قهوتها، لم تلتفت لمن كان يتصل بها بهكذا وقت إذ كان أمراً أخر يشغلها

_ريهام أصمتي لدقيقة وحركي أردافكِ إلى هنا

_أنا عائدة للنوم

_أقول لكِ تعالي وسأُغيّر نغمة هاتفي أعدكِ 

 جَرّت ريهام خطواتها إلى الشرفة إذ أن قرار ندى بتغير نغمة رنين هاتفها لن يصدر بسهولة "ماذا هناك؟!"

_هل ترين تلك الفتاة ذات الشعر الأحمر؟ 

_مَنْ؟ 

"هناك" سحبت ندى رأس ريهام من عنقها حتى استوى إلى جانب رأسها لتتعدل رؤيتها "إلى جانب مركز التسوق تتحرك أمام المدخل"

_ما بها؟

_تمزحين! 

_لم أفهم، ماذا تريدين؟ 

_أنا من يفترض أسألك هل تعرفينها؟

_ولماذا سأعرفها!

_أنتِ وصديقاتك تعرفن كل صغيرة وكبيرة في هذا الحي..أعتقد أنها تسكن بالجوار

_ندى حبيبتي أكملي قهوتك وأنا عن نفسي سأشغل لكِ أم كلثوم وفرقتها كل يوم

لم تكن ندى من الأشخاص الذين يتدخلون في شؤون الآخرين أو فضولها يثار بسهولة، لطالما رفضت هذه العادة في شقيقتها وصديقات والدتها، لكنها لم تستطع النوم ما إن صعدت البيت من الصيدلية، الصبي المسكين، ميرام النزِقة والفتاة ذات الشعر الأحمر شغلوا مساحةً من عقلها، أرادت أن تسألها عن روشتة العلاج التي تأتِ بها في كل مرة، أو أن تأخذ ميدالية الحصان من الصبي! ما الذي أصبحت تفكر فيه..ولماذا سيهمها على أي حال!

_أصواتكم تأتِ بالتائه، ماذا هناك؟

"لا أعلم، أسألي ابنتك، لم تطلع الشمس وهي تسأل عن.." لم تكمل ريهام حديثها إذ تحركت الست ياسمين ووضعت هاتفها على خد ابنتها الأخرى وهي تقول "والدكِ على الخط"

نَدَى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن