الصفحة السابعة عشر

1.1K 76 32
                                    

الصباح حلّ بعد نوبة عمل شعرت أنها طويلة جداً رغم أنها منذ أسبوعين بدلت النوبات الليلة مع أيمن، دخلت ندى متوسدةً فراشها بشكلٍ مقلوب دون قدرتها على رفع السماعات من أذنها غير مراعيةً للصداع المزمن الذي يلاحقها، ما دامت حياتها ويلاً بويل فما بالها بصحتها، وسكنت تتطلع للسقف

هاجمتها وحاصرتها الأفكار، رغم أنها تحب حياتها وعائلتها لكن إلى متى؟ إلى متى ستبقى هكذا لا تفعل شيء من أجلها، لا تشعر بأي تقدم ولا جدوى! حتى طلبات التوظيف التي قدمتها الشهرين المنصرمين لم تأتِ بأي نتيجة، قبل أن تستطرد في أفكارها غلّفها صوت فيروز ~حلّفتني إمي ما حاكي حدا، قالتلي يا إمي إياكِ العدا، أنت مش حدا ولا أنت العدا~

تكدّر الصوت في نومها لتفتح عيناها على ظلال أشخاص من حولها، ما إن أكملت صحوتها حتى وجدت اثنتان من صديقات ريهام حدّقت عينها في عين واحدة منهما، ضحكت الفتاة محدثة صديقتها الأُخرى"لم ألاحظ أنه هناك أحد نائم"

تشاركها صديقتها الرد وهي تلتف نحوها "ندى.. صباح الخير"

دفعت ريهام الباب بقدمها بقوة وهي تحمل صينة بها كؤوساً من العصير "أيقظناكِ! علينا أن ننجز مشروع دراسي" نظرت لصديقاتها ليبتسمن بتوتر ويوافقنها الرأي

"تمزحين معي" جلست ندى بحالٍ يُرثى له، شعرت بحركتها مقيدة، اكتشفت أنها ما زالت ترتدي قميص الصيدلية الأبيض

"ما رأيك أن تفطري معنا" حاولت ريهام امتصاص غضبها فهي تعرفها جيداً وتعلم عادات نومها

قامت ندى وبصعوبة توازن جسدها مع عقلها، تقدمت للأمام حاملة وسادتها ولحافها، صوت شيء متصل بجسدها يرتطم بالأرض، إلتفت فكان هاتفها قد جرته عن طريق السماعات السلكية دون أن تشعر

"مهلاً مهلاً" انحنت احدى الفتيات للأرض وناولته إياها لتكمل خطواتها للخارج وتهمس في إذن ريهام عند الباب "سأقتلك"

"لماذا تنام بالمقلوب" "اخرسي" "لا تذهبي للصالون ندى" تسمع همهمات من أفواه الفتيات خلف ظهرها وهي تخرج من الغرفة إلى الصالون لتُفاجئ بالسيدة سهى في الصالة "ندى!"

فهمت الآن تحذير ريهام المتأخر "يا صلاة النبي" قالت في سرها أو ظنت ذلك حين ضحكت سهى وأتى ردها "عليه أفضل الصلاة"

"أعتذر" غار وجهها في صمت استمرت بالمضي قُدماً ولم تجد مكاناً أمامها سوى الحمام، نظرت للساعة في هاتفها لم يكن مضى على نومها ساعتين! ضربت نوبة من الصداع رأسها فخلصت إلى البكاء، تكتم شهقاتها في الوسادة غصباً وإلا صارت حديث نساء الجمعية للسهرة القادمة إن سمعت صدى بكائها سهى

نَدَى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن