الصفحة التاسعة والعشرون

874 45 28
                                    

حين فتحت زينب عينيها، شعرت بجسدها هزيل مُطفأ، غير قادرة على رفع رأسها وتكاد تشعر بحركة مفاصلها من شدة الألم بينما تستند إلى ظهر السرير، ما زال بعقلها صوت أدهم حين نادى اسمها بزمجرة، سرعة السيارة التي ذهبت بها من المستشفى وصوت وسيم وندى يتجادلان. غابت ذاكرتها ما إن شعرت بالألم في رأسها وضلوعها ينتقل إلى بطنها، قصع شعورها به يداها التي كانت تستند بها لرفع جسدها لتعود للارتطام بالسرير، شعرت بالدموع تجري على خدها حين أحست بحرقتهم في مدخل أذنها، لا تزال لم تستوعب أين هي

نظرت حولها في المكان بمساحة ضوء خافت تكاد لا ترى من خلاله الكثير لكنها تأكدت أنها ليست في مستشفى وكان هذا سبب إرتياحها الأول الذي منعها من الاستمرار بالبكاء، وبينما كان وعيها يعود تدريجياً حتى لمحت وجه ندى، تجلس بجانب السرير في أريكة مفردة ورأسها مرتكز على كفها ويبدو من ملامحها أنها تغط في نوم عميق، حاولت أن تقوم بنفسها من جديد لكن لم تستطع، لم تخر قواها هكذا من قبل، ضربت رأسها دوخة شديدة جعلتها تصدر صوت أنين قوي أيقظ فجأة ندى فزِعة وهي تنادي اسمها "زينب.." رغم تأرجحها في الوصول إلى السرير الذي لم يكن يبعد سوى خطوات إلا أنها جلست بجانبها وهي ترفعها

_على مهلك زينب

حاولت زينب الاستناد للخلف إلى ظهر السرير لكن لم يكن امتداد جسدها كافي كأنه تقلص فجأة بسبب الدوار، أردات ندى مساعدتها برفعها من خصرها لكن عاد الألم ليضرب جسدها فلم تستطع أن تتحرك معها، بدلاً من ذلك وضعت جسدها خلف زينب التي عادت دموعها للهطول

_زينب قومي

شعرت زينب بندى ترفعها من السرير، كانت أقوى منها لذلك طاوعتها على فعل ذلك دون إرادتها هذه المرة، اتجهت بها إلى الحمام بخطوات ثقيلة كان الدوار يأخذ رأسها من جديد وما إن مشت خطوتين داخل الحمام حتى ثنت ظهرها تجاه المغسلة وأخذت تفرغ ما في معدتها لتراعيها ندى برفق وما إن انتهت حتى عادت بها إلى الأريكة التي كانت تنام عليها قبل قليل، سمعت زينب صوت مياه جارية تأتِ من الحمام خالطه صوت ندى وهي تتحدث لكن الدوار جعلها لا تدرك الوقت أو هل هي تحلم أم أنها واعية

استعادت إدراكها الكامل في اللحظة التي بدأت ندى بنزع ثيابها، القميص ثم الكنزة أسفله

_ماذا تفعلي!

لم ترد ندى بل نزلت بجسدها وأكملت فكّ زر بنطالها وسحبته من جانبي خصرها لترتفع نبرة صوت زينب "ندى!"

الصمت هو ردة الفعل الوحيدة من ندى، بخطوات سريعة عادت لتوقفها وتتجه إلى الحمام، كان الماء ما زال ينسكب في الحوض والذي حسب معاينة زينب السريعة له قد بدأ بالامتلاء

نَدَى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن