ساعة، ساعتان دقت الحادية عشر مساءً بصوت إعلانٍ مُسلي في الشاشة الضخمة للمركز التجاري، ما تزال تجلس مكانها على مقعد خشبي في الحديقة الفاصلة بين الطريقين، قَطَع حالة غرقها في سكونها أيمن الذي جلس فجأةً إلى جانبها "ما بكِ؟"
_عُد للصيدلية
_ليس لائقاً أن تجلسي هنا وحدكِ إلى هذا الوقت
_لا تبدأ أنت أيضاً
"السيدة ياسمين إذن؟" يعرف أيمن تماماً أن ندى في خلافٍ دائم مع والدتها لذلك توقع ما يزعجها ثم تنهد مردِفاً "اسمعي ندى كوني فقدتُ أمي في سنٍ صغير حرمتُ من هذا الشعور، أقصد أن يكون لي أم، ولو أن أبي أقصد السيد علي كان يصطحب كل فترة واحدة من نسائه، لكن على الأقل أنتِ لديك إنتماء واضح لعائلتك لذلك لا تخسريه!"
"إنتماء! بالله عليك..والدي مع عشيقته و والدتي تبحث لي عند صديقاتها عن عريس، وريهام.." تذكرت صباحاً حين أخذت بلامبالاة آخر ما تبقى معها من مال هذا الشهر فتنهدت هي الأخرى وصمتت
_ربما لهذا الأمور صعبة على والدتك أكثر، أنكن دون رجل في المنزل..يزداد خوفها عليكن!
"قلتَ رجل في المنزل" ضحكت بِسُخف "أين كان هذا الحديث عندما داومت مكانك لشهرين في الصيدلية ليلاً"
_أنتِ من تطوعتِ.. وأنا كنتُ وما زالتُ رافضاً
_تعلم ماذا كان سيفعل السيد صبري بنا صحيح؟
_أعلم ولا أنكر وقوفك إلى جانبي ذلك الوقت، لا تتهربي..ما الذي حدث؟
_نسيت أن اليوم الأحد وصرتُ بعدها الفتاة التي لا تحمل المسؤولية..تخيل؟
_كيف؟
_نسيت لقائي مع وسيم، تعلم ما أزال عالقة ببعض عادات الدوام القديم
_تحدثت مع ذلك الرجل قليلاً قبل أسابيع في الزفاف رجل محترم وله مكانته ألا يُعجبك؟
_ماذا تحولت لإحدى نساء الجمعية الآن؟
وهما يقطعان الطريق عائدان للصيدلية أجابها بتذمر "أنتِ من قفزتي في وجهي تذكري، على فكرة أخبرت والدتك أنكِ في الصيدلية"
⇁ ⇁ ⇁⇁ ⇁ ⇁ ⇁ ⇁
بينما كان يُلبّى طلب زبوناً يشكو من آلاماً في منطقة صدره ويصف له استخدام الأدوية التي أعطاها له كان قد لاحظ هجوم النعاس عليها إذ كسر إتكاء يديها عن الكرسي أكثر من مرة فقال ما إن تمنى العافية للرجل المغادر "ألن تصعدي؟ يكفي عناد"
أنت تقرأ
نَدَى الليل
Romanceلأن قلب الأنثى إذا ما إلتقى بمثيله في الحب فقد أنزل كل ما عليه من ثقل، أصبح خفيفاً يحمل الدم إليه كـندى الزهر. حكاية لربما تعبر عن شيء، أو أيّ شيء.