كانت يداها مرتفعتان تحاول الوصول لخزانة الأدوية العلوية عندما سمعت صوت طنين تعليقة الباب يرتد في الداخل، زبونٌ آخر، لم تعتد بعد على الفترة النهارية، كون عدد الزبائن أقل في الليل كان يمنحها الوقت لصرفه على ترتيب الخزائن وتسجيل كل شيء في مكانه لكن الآن يبدو هذا مستحيلاً.
"تفضل" قالت وهي تنزل بخطواتٍ بطيئة عن المنضدة القصيرة التي استخدمتها لإعلاء نفسها قليلاً، تنهدت بينما تفعل ذلك، ما إن أكملت إلتفاتها كانت الفتاة نفسها أمامها! "أوه" خرجت كلمتها بسيطة مع تنهيدتها، مرّت فترة جيدة مذ آخر مرة رأتها بها في مطعم الفندق مع السيد علي!
_تفضلي..
مدّت الفتاة روشتّة إلى المنضدة الفاصلة بينهما، الروشتة نفسها دائماً حتى أن الورقة بدأت بالاهتراء، هذّبت ندى شعرها فقد تناثر بعضه عندما تحركت هبوطاً قبل دقيقة، وضّبت قميص الصديلي الأبيض على قوامها ومن ثم تراجعت لخزائن الأدوية وأخذت تختار الأدوية دون النظر للروشتّة، قبل أن تسحب آخر عبوة تأكدت منها بإلتفاتة بسيطة "تُريدِنها كلها صحيح؟"
_أجل
_هاكِ، بالعافية
مدّت الشابة يدها بالنقود، تناولت كيس الدواء بصمت، لم تركّز ندى على شيء هذه المرة، بل لم يدفعها فضولها لأي شيء.
جلّ ما تفكّر به الآن هو كيف سترتب عبوّات الدواء الكرتونية بجانب الأشرطة المتفرقة في الرف العلوي، واجهت صعوبة قبل قليل في فعل هذا، ماذا لو أعادت وضع عبوات إلتهابات القصبات الهوائية القصيرة بدلاً من عبوات السموم الطولية، ربما ينجح ترتيبهم بهذا الشكل، لكن لا! لن تدخل بعراكٍ جديدٍ مع أيمن على هذا، ستترك كل شيء مكانه.
ما إن لمحت الفتاة ما زالت تقف مكانها بعدما مرت دقيقة من الثبات الإنفعالي قالتا سويةً بنفس اللحظة
ندى "تريدين شيء آخر؟"
الفتاة "شكراً لكِ"
صمتت ندى وهزّت برأسها، نظرت لها بعد هذه الكلمة كأنها الآن دخلت إلى عقلها، عاد فضولها للإندفاق مجدداً، هل هي تحاول الحديث معها؟ على ماذا شكرتها؟ بما أنها تحدثت بنفس اللحظة معها فلا بدّ أنها شكرتها على شيء آخر قبل أن يكون على سؤالِها، نظرت لها شعرها مرفوع هذه المرة بجديلة ملتفة أعلى رأسها على شكل كعكة، وجها متضح المعالم أكثر من ذي قبل لكن نظراتها بعيدة بذات الشحوب الدائم.
_ندى أحتاج المال
هجمت ريهام مباشرة من الباب الداخلي للعمارة والذي يلج للصيدلية من الجانب، كسر هذا الكلمات في حلق ندى، ما إن صارت ريهام بالداخل كلياً ورأتهُما تقفان صمتت وأعادت بهمسٍ قريب لأذن ندى " ليس لدي وقت لم أجد الماما في البيت وأحتاج أن أذهب للجامعة الآن سأتأخر عن مناقشتي"
أنت تقرأ
نَدَى الليل
Romanceلأن قلب الأنثى إذا ما إلتقى بمثيله في الحب فقد أنزل كل ما عليه من ثقل، أصبح خفيفاً يحمل الدم إليه كـندى الزهر. حكاية لربما تعبر عن شيء، أو أيّ شيء.