لم تمضى الكثير من الأيام حتى حلّت نهاية الأسبوع وعلى كلٍ الأيام القليلة الماضية كان صوت زهرة وريهام يعلو عن أي صوتٍ آخر لإقناع ندى بالإنضمام لعائلة صباح، بنفس الوقت لم تسلم ريهام من لسان ندى بالتعليمات المتتالية لعدم إحراجها بطيشها أمام أحد، ما إن نزلتا من السيارة حتى إنفصلتا عن بعضهما حين استلم وسيم الترحيب بـ ندى وإلتقت إيناس بريهام
_شكراً لتلبيتكم دعوتنا
_الشكر لدعوتك
"تعالي دعيني أعرفك على أصدقائي" أخذ وسيم ندى ويده في مساحة ظهرها دون ملامسة مباشرة يدلها لمسارٍ انتهى بثلاث أشخاص، ألقت التحية عليهم قدّمها وسيم كصديقة له "ندى صديقة العائلة وصيدلانية"
قَدّم الجميع نفسه واحداً تلو الآخر يبدو أن أصدقاءه من نفس الطبقة التي تكره ندى التواجد حولها على كل حال، حين عرّفت المرأة الوحيدة بالمجموعة بنفسها كعارضة أزياء أعقبت قولها
"أعرفكِ؟" مدّت يدها لها مصافحةً
نظرت لها ندى تبدو امرأة في الثلاثين من عمرها، غامرها ذات الشعور بمعرفتها لكنها لم تكن متأكدة لذلك حسمت أمرها وهي تمد يدها "لا.. أعتقد"
_أشعر كأنني رأيتُك في مكانٍ ما
_لا أعلم ..ربما!
تأملت المزرعة، تبدو مساحة حرّة من السهول الخضراء المعشبة باهتمام، كأنها استاد كرة قدم لا نهائي المساحة، تعجب من عدد الضيوف يشكلون دوائر مغلقة حول طاولات رفيعة الطول كأنها أزهار في منتصف هذا المرج الأخضر، أهذا ما كان يقصده ببعض أصدقاء العائلة، لم تظن أن الأمر سيكون هكذا وإلا لتراجعت عن الحضور فهي تكره العشوائية، ما شجعها للحضور هو علمها السابق بأن صباح لديها عائلة متوسطة مكونة من ثلاثة أولاد وابنتان.
حاولت الانصات لحديث وسيم وأصدقاءه محاولةً الإندماج ومشاركة نفسها لكن سرعان ما شعرت بالملل، وهي تستمتع لهم اكتشفت أن هذا الملل كان دفع صديق وسيم لأخذ قراره بشراء سيارة جديدة، وللآخر بتغير ديكور منزله مرة كل أسبوع، وتلك عارضة الأزياء زارت خمس مدنٍ في شهر واحد رفقة حبيبها.
استأذنت واتجهت لدائرة الفتيات، ريهام وإيناس، توقفت عن التركيز بما يقال من أحاديث مختلطة حولها ما إن لمحت والدها في صدر المزرعة يتجول ببطء باحثاً بعينيه يميناً ويساراً، استغربت لتواجده لكنها فرحت بنفس الوقت "ريهام أنظري"
ثوانٍ ولاحظته يتحرك بشكلٍ مقصود نحو المرأة عارضة الأزياء، احتضنها لتلمع ذاكرة الإنذار في عقل ندى وتعيد تذكر اسمها حين تعارفتا قبل دقائق "إنها سمر"

أنت تقرأ
نَدَى الليل
Romansaلأن قلب الأنثى إذا ما إلتقى بمثيله في الحب فقد أنزل كل ما عليه من ثقل، أصبح خفيفاً يحمل الدم إليه كـندى الزهر. حكاية لربما تعبر عن شيء، أو أيّ شيء.