الصفحة الثامنة والعشرون

656 50 41
                                    

طالت الدموع مقلتي ندى أثناء مشاهدتها زينب تبكي بحرقة فوق يد والدتها التي كما تشير جميع الأمور من حولها أنه لا أمل من حالتها إذ دخلت في غيبوبة كما أشارت الطبيبة المُساعِدة التي كانت تقدم الرعاية لها "لم يزرها أحد منذ أسبوع كامل ونحاول إعطائها المطلوب لكنه غير كافي"

"أدهم لا يأتِ!" استعجبت ندى إذا كانت تراه ملاصقاً دائماً لها في الزيارة التي قامت بها، رفعت زينب رأسها "ماذا تقصدين بغير كافي؟" أكملت الممرضة حديثها "من الأفضل نقلها إلى مكان آخر، هذه الأجهزة خردة، المستشفى  العربي  في الجانب الشرقي من المدينة به إمكانيات طبية أفضل" 

بعد مرور ساعة بينما كانت زينب تمسد أيدي وأقدام والدتها واهتمت بها مسحت عنها رأسها ووجهها ورتبت شعرها ثم جلست بجانب وجهها وأخذت يدها وبدأت بتلاوة بعض الآيات، جلست ندى في زاوية بعيدة بجانب الباب مانحة زينب مساحتها وذهنها غير قادر على الصفاء، بعد نصف ساعة وبعد إنهائها اتصال سريع كان بين يديها إتجهت نحوها "تعالي قليلاً" غادرت ندى الغرفة لتلحقها زينب إلى الخارج وحين رأتها مستمرة بالمشي في الممر سألت "إلى أين؟"

لم تعلق ندى لتؤكد عليها "اتبعيني فقط" متجهة نحو المصعد الكهربائي، أَشْعر تحرك المصعد إلى الطابق الأرضي زينب بدوار شديد أرجعها خطوتين بشكل غير مخطط له لتأتِ ندى خلفها احتياطاً لكن سرعان ما فُتح الباب نحو ممر طويل جداً يكاد لا يُرى نهايته نظرت زينب إلى العريضة الخضراء المنسدلة من السقف أمامها مكتوب عليها "قسم النساء والولادة" ما جعلها تفزع وتوقف ندى من قميصها "ندى!"

"لا تقلقي" قالتها ندى وهي ترجف خوفاً نتيجة ما تفعله فلم يسبق لها أن كانت بهكذا موقف أيضاً لكنها أظهرت تماسكها، طرقت باب الغرفة على الجهة اليمنى وما إن أتاها الصوت من الداخل "تفضل" حتى دخلت "دكتورة إيمان كيف حالك؟" 

_أهلاً ندى، مر وقت طويل لم نلتقى

تختبئ زينب خلف ندى كطفلة صغيرة لكن هذا لم يمنع الطبيبة من مد يدها بعد أن أنهت السلام على ندى والترحيب بها "يا أهلاً وسهلاً، تفضلوا" جلستا في المقعدين على جانب المكتب بينما الدكتورة خلفه سألت "كيف حال ياسمين، لم أراها منذ مدة أيضاً"

_بخير حال تشغلها انتخابات الجمعية

"ياسمين امرأة حديدية والله" إلتفت موجهة السؤال لزينب "كيف حال الصبية؟"

بدأت زينب تهز أقدامها وهي تنظر للكرسي النسائي وبجانبه جهاز وأدوات الفحص، رغم رائحة الورود المريحة والتي تنتشر في الغرفة إلا أنها نظرت لندى بتوتر ورأسها متجه للأسفل لتستوعب أن سؤال الطبيبة موجه لها وتمتمت بينها وبين نفسها "بخير" 

نَدَى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن