نهضت زينب فكّت إستنادها إلى كتف ندى الأيمن، غرقت ملامحها في معالم بين التألم والحاجة للتصرف، عدلت كنزتها وأخذت تلتقط الإعلانات الورقية المتساقطة لتساعدها ندى بصمت متبادل، تحركت زينب خارج المدخل فتبعتها الأخرى وألف سؤال يقف على لسانها يكاد يقفز في كل خطوة تسيرها زينب أمامها على غير هُدًى!
ما إن وقفتا بـ زقاقٍ محاذٍ لحائط المركز التجاري الخلفي حتى سمحت لسؤالها بالخروج "جروحك ليست بالشيء البسيط" أحست أن صوتها خرج قوياً دون داعٍ إذ أن المكان لا يصاحبه ضجيج كما المدخل.. واصلت بينما تخفضه "أتعلمين كم هي بالغة!"
رجعت زينب خطوتين للخلف، أسندت ظهرها ثم رأسها للحائط، تنهدت بصعوبة "لا أعلم كيف أشكرك" أنزلت رأسها لتوجه نظرها نحو الأرض وتكمل بصوت حاسم "لكن لستِ بحاجة لفعل شيء منذ الآن"
"قد تتعرضي لمضاعفات في أي لحظة" لم تفكر ندى سوى بما رأت قبل دقيقة من رضوض بالغة تحت كنزتها
"توقفي وحسب" تحركت زينب وأشار توّجه جسدها لأنها تستعد للعودة إلى المدخل مجدداً لتعترض ندى "أنتِ بحاجة لزيارة طبيب"
إلتفت زينب لها، أطلقت كلماتها بحدة نحوها "حتى لو رأيتني ميتة في الأيام القادمة فلا تعرفيني تمام؟" ابتعدت تدريجياً حتى اختفت بين الوافدين في المدخل.
ابتسمت ندى بغموض، غادرت هي الأخرى مكانها، قطعت الطريق لتلاحظ أنها ما زالت ترتدي حذاء الصيدلية الأبيض بشكلٍ أخرق، أصابع قدمها تحاصرها في الجلد الضيق الأمامي للحذاء "وما شأني بكل هذا" تساءت ودفعت الباب الأمامي للصيدلية
"تفضل أخي، فقط مرتين في اليوم إن أخذت الثالثة سـ.." حاول أيمن استيفاء تعليماته للمريض لكن دخولها بهذا الشكل أخذ انتباهه خاصة أنها غادرة بينما السيد صبري ألقي قنبلة في المكان، همّت بـ لِم أغراضها، حملت مفاتيحها هاتفها، قطع أيمن تعليماته للمريض "عذراً" ثم وجّه كلامه لها "انتظري، أحتاج التحدث معك"
_نتحدث لاحقاً أيمن، أنا مرهقة
_ببساطة هكذا ستدعينه يغلق الصيدلـ..
تركته يتحدث وخرجت من الباب الأمامي، شعر بالحرج أمام الرجل الذي ينتظر أمامه فأكمل "إن أخذت الثالثة قد تتعرض لمضاعفات جلدية خطيرة"
⇁ ⇁
تنفست زهرة بعد أن لمحت ندى تدخل باب المنزل بينما تجلس مع والدتها في مجلس الضيوف المقابل تماماً لواجهة الباب
"لماذا تأخرتِ هكذا؟ زهرة هنا تنتظرك منذ مدة" استقبلتها والدتها بالأسئلة قبل أن تخطو خطوة للداخل
أنت تقرأ
نَدَى الليل
Romanceلأن قلب الأنثى إذا ما إلتقى بمثيله في الحب فقد أنزل كل ما عليه من ثقل، أصبح خفيفاً يحمل الدم إليه كـندى الزهر. حكاية لربما تعبر عن شيء، أو أيّ شيء.