الصفحة الثانية

2K 123 31
                                    

فَتحت الباب السادسة صباحاً، قبل أن تأخذ خطوتها الأولى للداخل وجدت والدتها تقف أمام نافذة الصالة المفتوحة على بقية المنزل، ألقت مفاتيحها فوق المنضدة القريبة مغلقةً الباب خلفها، لم تتكلم بأي حرف نزعت قميصها وكنزتها وألقتهم في طريقها إلى الحمام بسلة الغسيل.

عندما خرجت من الحمام الدافئ لم تجد والدتها مكانها، رغم أنها لم تتحدث معها لكنها فهمت غضبها وقلقها كونها لم تتصل في مناوبتها هذه المرة ولم تُصر على ريهام أن تفعل كالمعتاد، أرادت الذهاب لغرفتها والتحدث معها لكن جسدها المنهك لم يسمح لها بذلك مع أنها ستكون فرصة جيدة للحديث إذ تكون والدتها في أوج هدوءها هذا الوقت من الصباح.

أغلقت ستائر نافذة الصالة المفتوحة لم تحتمل إشعاع ضوء الصبح، فعلت المثل في غرفتها وقبل أن تغطس عظامها في السرير نظرت لريهام وجدتها تغطي كامل جسدها، ما زالت تحافظ على تلك العادة مذ كانت طفلة.

ابتسمت بسخف وتحركت نحوها محاوِلةً سحب الغطاء عن وجهها ببطء حتى لا توقظها إلا أن الأخرى هبّت بوجهها من تحت الغطاء "بووم" 

رقصت قدما ندى أسفلها صعدت الرعشة على كتفيها ما جعل ضحكة ريهام تصدح على طول حِسِها، هجمت عليها ندى لكن الأخيرة راوغتها وأفلتت نفسها من بين يديها.

"اسمعي أيتها السعدانة" اتجهت نحو سريرها غير قادرة على الصمود أكثر "إن سمعت صوتك أو صوت هاتفك"

لم تكمل بنفس الجدّية إذ أن ضحك وكركرة ريهام جعل نبرتها تميل إلى الابتسام، أرخت جسدها في السرير ليأتِ صوت شقيقتها المتقلقل بالضحك

_كيف كانت الليلة؟

لم تُجبها ندى سحبت هاتفها وبدأت تضبط المنبه الساعة الثالثة عصراً 

_ندى..ماما لم تنم طـوال

_لاحقاً ريهام.. دعيني أنام أنا مرهقة

_سأخرج للجامعة 

شعرت ندى بالراحة بدأت أعصابها بالاسترخاء ما إن سمعت هذا، وقبل أن تأخذها هذه الحالة من السكون لمع ببالها إنذار لتنادي ريهام "لا تلبسي كنزتي الحمراء"

كمشت الغطاء وضيّقته على جسدها لتُدثّر نفسها حتى ماجت الرؤية من حولها واستسلمت للنوم.

لم يتأخر المنبه عن مضايقتها لكنها لم تكن في حيّز الاستيقاظ بعد، النُعاس طغى على عقلها وامتد نومها.

عادت حواسها لاستشعار صوت طَرق على السقف، هُيأ لها أنها تحلم، لكن الطرقات الثابتة أججت استشعارها بالانزعاج، فتحت عيناها وتقلبت في السرير دقائق دون جدوى تناولت هاتفها لتنعكس إضاءته على وجهها فقط داخل الغطاء، السادسة مساءً، جلست باستعجال لكن استقرت ما إن رأت اليوم، لا مناوبة لها الليلة.

نَدَى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن