الصفحة الخامسة عشر

1K 77 28
                                    

تقدمت لتصبح ريهام خلفها ومباشرةً بسخرية في وجها قالت "خطوة عزيزة والله" 

"مرحباً ندى" نظرت لها بإرتباك ومن ثم أمالت رأسها قليلاً لتظهر ريهام مجدداً في رؤيتها "وأتوقع أنكِ ريهام" صوتها مخنوقاً بسبب نظرات الفتاتان نحوها "ترددتُ بالقدوم..أردت الحديث معكِ إن كان هناك مجال"

"هل بيننا حديث!؟" بقوة أجابت ندى ما إن استشعرت أنها المقصودة

_سعيدة أنكِ بخير ريهام، عذراً إن كان ما حصل له علاقة بي 

"لا شيء له علاقة بكِ أبداً..هاتِ ما عندك! فلا أضمن حدوث المفاجآت في أي لحظة" حافظت ندى على نفس النبرة 

 "لا شيء" ابتلعت سمر ما بفمها من عبارات ثم لفظت من جديد على مضض "أتمنى لو نصبح قريبات من بعضنا كفتيات، بيتي مفتوح.."

"بيتك؟ بيت أبي؟" أقدمت ريهام على الرد بهدوء كأنها تحاول تقبل حقيقة الأمر لتنتهي المحادثة بمغادرة سمر دون إضافة كلمة،

 رفعت ندى شعرها عن جبينها حتى وصل كفها لمنتصف رأسها تنهدت بغضب "غير معقول هذه الـ.."

 نظرت لريهام التي أخذت تجول في الصيدلية ذهاباً وإياباً، عاد الباب الأمامي ليفتح، تأهبت ندى لوجود زبونٍ جديد لكنها كسرت تفكيرها حول قدوم سمر ما إن رأت أيمن جاراً نفسه "أنا أكسب.." زقزق الخمر في حلقه قاطعاً جملته "..أكسب الرهان"

⇁⇁

|عادة ما يُعزى إكتئاب ما بعد الولادة إلى الهرمونات، ولكن هذا هو علامة على المشاعر الصعبة التي لم يتم حلها من الماضي، وقد يكون منذ الطفولة المبكرة|

وجدت نفسها تقرأ في المجلة أمامها الثانية منتصف الليل إذ قررت البقاء بالصيدلية بدلاً من أيمن، يبدو أن ميرام لم ترأف به هذه المرة، طردته ليلجأ إلى المخمر، أحست ندى بالذنب لذا تركته يرقد في شقة والدها الذي كان على وشك ترميمها منذ أشهر

أرادت الاسترسال بهذه المعلومة إذ أصبحت مؤخراً تغطي ملل الانتظار بقراءة هذه المجلات لولا أن مرّ زبوناً وبعده آخر قبل أن تقرر إغلاق الباب الأمامي كما كانت تفعل في نوباتها الليلية، نظرت للخارج وأمالت الباب لإغلاقه، تراجعت ما إن لمحت زينب تتحدث مع شخصٍ ما، بدت لها أنها مشادّة أكثر من حديث، إذ رفع الرجل يده في الهواء أكثر من مرة

خرجت من الصيدلية وقطعت الطريق لتقترب الصورة، بدأت تتعرف على الرجل، بائع القهوة الذي اعتادت وخز والدته في مراتٍ وكانت له مشادة قبل شهر مع أيمن

نَدَى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن