ا
تلاقت عيناه بأعين أنوس الذي استشاط غضبًا، بينما راح حرسه المتبقيين يبعدون الحشد، كان أنمار يبتسم ابتسامة مستفزة، حينما قال بصوت عال: «كيف حال أخي الأكبر!»– «لست أخًا لخسيس مثلك.»
– «كنت أجاملك وحسب، ليس وكأنني سأشعر بالفخر إن كنت أخي، أنت مجرد دجاجة يا عزيزي.»
– «أليس الدجاجة هو من يغير هويته هاربًا من المواجهة؟»
– «هارب؟ الأصح قول مرهق، لأني سئمت طفوليتك، وها قد ظهرت الآن، ليس لأنني قد أشتاق لدجاجة، بل لأجل خمسمائة قرش ذهبي في انتظاري.»
قفز رأس الثور 'صَيّب' نحو أنمار بإشارة من أنوس، حلت الفوضى عند المدخل، كان الخلق يتزاحمون، حتى ضاعت بريق عن البقية، وقد دهست مرتان، وأوشكت عظامها على التكسر. لم تصدق عينيها، لقد ظهر الصياد اللص مجددًا!
لم تعرف لماذا دار نقاشًا حاد بين زعيم عصابة النيطل والصياد، وظهر لها تمامًا 'يعرفان بعضهما' ذكرها ذلك بوالد الصياد في شبال، لا سيمَ حين رأت زي البوتقة.
صعدت فوق المنصة، لم يلاحظها أحد وهي تزحف ناحية الستار، كان الناس يتجهون إلى الطريق المعاكس، إلى المخرج، بينما غاب أنوس للداخل، وبقي حرسه يواجهون الصياد، الذي أطلق فأسه العملاق بمهارة، جعل جميع الحرس يسقطون عدا صَيّب.
أزاحت بريق الستار، حيث أخذ أنوس أجاويد، فكرت أن إيناس قد تكون بالداخل مثل أجاويد.
تفاجأت بعدد الزنازين داخل الكهف، مسار طويل محاط بالسجون. عندما مضت للأمام، ارتكز الجميع وراحوا ينادونها طالبين النجدة، فز قلبها، انتابها شعور مريع، الأيدي تتسلل من بين القضبان، تحاول الوصول إليها عبثًا.
شيء ما قد استيقظ بداخلها، أحست برغبة عارمة في إفراز تلك الطاقة الهائلة، حتى أطلقت سراحها وقد أضيئت عينيها، وبرز خطان حول وجهها مضيئان كالبرق. تفجرت أقفال السجون، فُتحت الأبواب على مصاريعها، كانت الضجة عالية لم يسمع أحد صوت الانفجار. تنفست بعمق ما أن انتهت، أمعنت النظر بمن تحرروا، أحدهم سنوري، وآخر بدا طفلاً، امرأة حسناء، وأخرى لها شعر أشقر، كانت أجنبية!
مضت بريق مواصلة الطريق، لم ترَ إيناس تخرج، أخذت تبحث في السجون، حتى وجدتها في ركن بعيد تحتضن جسدها بشدة.
– «إيناس؟» ارتعش جسدها.
– «ماذا تفعلين هنا؟!» كان صوت أنوس حادًا مزعجًا، جعلها تنظر إليه باشمئزاز، خاصة حين رأته ممسكًا بأجاويد من شعرها.
أنت تقرأ
شادهافار
Fantasyغرقت السماء في دماء العالم السفلي، حمراء قانية، وزمجرت الأرض وأخرجت ما في كبدها. لا تزال بريق غير مصدقة لما حدث، رغم إدراكها أن أمرًا كهذا من الطبيعي أن يحصل، من الطبيعي أن تخسر مملكة العريب أمام شيطان مثله. ما هو الشيء الذي جعلتها الشادهافار الأولى...