٤ | المعركة

427 54 44
                                    

– «أنت ميت!» همست بحدة مقاومة رجفة يديها، وهي تحيط الطاقة بقوة، حيث وقع عليها ثقل السيف الضخم، وبدأت تيارات البرق بالتصاعد بجنون على الدرع السماوي، وتنتقل عبر السيف، حتى وصلت لقبضة البيدق، الذي ارتد للخلف بفعل الضربة متأثرًا. 

هجم عليها حراسه، ولكن البيدق منعهم من التدخل بإشارة من يده. تفاجأت بريق عندما رمى سيفه أرضًا، وكور قبضتيه حتى يلاكمها.

قالت بصوت مرتعش: «أنتَ تستهين بي، ألا تعرف من أكون؟»

ابتسم بسخرية، وما كادت تصدق أنه يمكنه التبسم. قال بصوته الهادئ: «ومن عساكِ تكونين؟ شرذمة تعمل لصالح الحماة.»

ضحكت بتصنع وقلبها يكاد يقع، وقالت بثقة مزيفة: «أنا لا أعمل لأحد، الناس تعمل عندي، أتعرف لماذا؟» أخذت تسير رويدًا ناحية حادس، واسترسلت بذات النبرة: «أنا هيَ ابنة أشْوَس، الحاكم السابق.»

تبدلت تعابيره بشكل مريب، مما جعلها تتوقف وتنظر إليه بحيرة، فيما يحدق بها كما لو أنها عظامًا عارية اللحم تسير.

– «أنت تكذبين.» قال بعد فترة، وعيناه تركزان في وجه بريق الغريب، وخاصة عينيها. تنفست الصعداء، لا تحب أن يكذبها أحدًا، خصوصًا في موضوع أصلها، لكن إظهار تلك الساعة للعلن؛ قد يعرضها للسرقة مجددًا. فكرت أنها قد لا تنجو من هذا المخلوق المرعب، على الأقل قد يتركها تنجو لفترة، حتى يوصلها أعتاب القرين حيث الحاكم. 

أخرجت الساعة من حقيبتها، وجهتها ناحيته قائلة: «هذه الساعة للعائلة الملكية السامية.»

اقترب منها، وخطواته تضرب الأرض بعنف، ثم وقف أمامها، وقد حجب ضوء الشمس كليًا عنها. تحاملت على نفسها كي تبقي يدها مرفوعة دون أي رجفة، وعلى وجهها علامات الثقة والشجاعة، رغم أنها من الداخل تصرخ بفزع.

 تفحص وجهها الذي يلمع من كثرة العرق، ونبضات قلبها غير المستقرة، وأخيرًا عينيها البراقتين كالشهب. 

كان أشْوس أسمر البشرة، بلحية سوداء كثة، عريض المنكبين، وأصلع الرأس، ويحمل عينًا سوداء، والأخرى مفقودة وقد حجبت برقعة، وكان مستخدمًا لعنصر النار. فكر أنها ربما تحمل ملامح أمها، وصاح صوت غاضب وصاخب في داخله، كيف تعمد القدر أن يلتقيِ بابنة عدوه، لقد ظن منذ زمن أن الأمر انتهى، ولم ينته على يده كما كان راغبًا. 

كشر عن أسنانه ضاحكًا، وقال: «إنها مشيئة الرب، وجودك هنا أمامي، يذكرني بما مضى مع والدك.»

شادهافار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن