٣٦ | أخت الصياد

193 33 47
                                    

لم يكن التنكر سهلاً، كان علي إخفاء قرني بقبعة طويلة، ثم إنني ارتديت نظارات سوداء أخفت عيني، وأخفت نصف الرؤية، عدا رأس الأصلع الذي كان يبرق تحت ضوء الشمس منيرًا. لم أبعد عيني عن وجهه رغم تحذير حادس، كنت فقط أحدق بفضول باهر إلى السفن العملاقة بجوارنا.

— «من أنتم؟ تحملون ملامح مألوفة.» قال الأصلع ويديه خلف ظهره.

— «لا يهمك من نحن، ولا يهمنا من أنت، لذلك رجاءً دعنا نمضي ولا تؤخرنا أكثر.» رفع حادس صوته حتى يصل للأعلى. أجبته في انزعاج: «هذا ليس صحيح، أنا مهتمة كي أعرف.» وكان يمكن أن أرى الشرر يتطاير من عيني صديقي العزيز.

تجاهل الأصلع كلامي، وقال ناظرًا لحادس: «شاهدنا رجلاً على سفينتكم، رجل قام بقتل عدد كبير من رجالي.» نظرت حولي بتمعن، من يقصد هذا الأصلع؟

يستحيل أن يكون أيان أو حادس، ثم لاحظت أن لا وجود لسنمار على سطح السفينة، أين اختفى؟!

— «قبل شهور، جاء رجالي إلى السنورية، صيادين مبتدئين، كانت وجهتهم من أجل أحد أفراد عصابة النيطل المطالبين للعدالة.» رأيت حادس يتنفس الصعداء ارتياحًا، ثم قال مبتسمًا: «ليس لدينا أي صيادين هنا، نحن مجرد رحالة.»

لكن ما المريح في معرفة أنهم صيادين؟ ألسنا نحن أيضًا مطالبون؟

اقترب رجل آخر من الأصلع وهمس في أذنه بشيء ما. عاد يقول الأصلع: «نحن متأكدين من أننا رأيناه، اخرجوه حالاً، ولا تضطرونا كي نفتش عنه بأنفسنا.»

طلب حادس مهلة كي نتشاور، فوقفنا جميعًا في دائرة نتحدث، حتى غيهب الذي لم يحسن الكلام حُشر معنا.

— «لن نسلمهم أحدًا، دعنا فقط نقاتلهم، نتخلص منهم.» قال أيان مستاءً.

تنهد حادس: «انظر لعددهم الضخم! إنهم صيادين أيان، إن علموا بهويتنا سنلقى حتفنا.»

— «إذن سنسلم أنمار؟» نطق أيان مستنكرًا جاحظ العينين، في حين قالت ريف: «لن نسلم أحدًا، لننكر أي شيء، دعهم يبحثون متأكدة من أن أنمار اختبئ جيدًا.»

قلت بانزعاج: «لن أسمح لهم بتفتيش سفينتنا هذه اهانة، ثم ماذا يريدون بالضبط من سنمار إنه....إيناس هل أنتِ بخير؟!» نظرت بفزع إلى تعابير إيناس وقد صارت صفراء اللون، وامتقع وجهها وجفت شفتاها، كانت ترتعش على وشك الانهيار.

— «ماذا هناك؟» أمسك بها حادس قبل أن تسقط أرضًا، فتمسكت بثيابه.

رحت أسأل بإصرار عن حالها، ولكنها قالت: «إنه أخي.»

شادهافار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن