تلاحم الناس، ذُرفت الدماء حتى غسلت الأرض بها، وتلونت بالقرمزي. لم يعد هنالك أي فائدة للصوت، مهما صرخت بكيت ضحكت لن يسمعك أحد، لن يبالي أحد، إنهم منخرطون خلال مذبحة لن ينجوا منها أحدًا.
في تلك اللحظة رأيته، كم مضى؟ هل هي سنتين منذ غادرت البوتقة؟ حين رأيته بالخارج، حين قال لي أن أتوخى الحذر من طائفة الأسدف. رفعني معه إلى الأعلى، عندما التهم وحشه كل مخلوق حي أمامه، قال لي ببساطة: «ألا تريدين لقاء أصدقائك؟»
وكيف لا أريد؟! لقد نسيت لوهلة أين أنا، ولماذا أنا هنا، أحسست أنني موشكة على فقدان وعيي، أطرافي تيبست، نبض قلبي صار يدق بقوة وصولاً إلى رأسي.
— «أصدقائي؟» هدأت واسترخيت، رحت أصغي باهتمام بالغ. ضحك! ونفذ صبري محدقة به لعلي أفهم ما قصده بالضحك.
— «يا له من أمر مدهش! كنتِ تصرخين كعجوز مزعجة، وما أن ذكرتهم لك تحولتِ لطفلة مؤدبة.» أمسك برأسي عنوة، جعلني أنحني ما أن هبطت الأفعى داخل الأرض، وحط بي على القاع بين قتالهم الدائب.
— «ابتعد عنها!» هددت ريف واقفة أمامنا، دفعها الآخرين وهم يركضون في الجهة المعاكسة.
— «ريف؟» صحت باسمها رغم معرفتي بأنها لن تسمعني، فقد اختفت وسط الحشد أمامنا. جرني الملثم معه قائلاً: «اذهبِ إليهم حالاً في الميناء، بدلاً من خوض قتال لا فائدة ترجى منه.»
— «لكن صديقتي...»
ارتج جسده عقب ركلة في منتصف ظهره، جعلته يندفع للأمام ويخبط جسده بي.
— «كنت أنوي الهرب معتقدة بأنني لست مجنونة لخوض قتالاً مع شخص مثلك سيء السمعة، ولكن اتضح لي أنني أفضل أن أكون مجنونة في النهاية.»
— «لا بأس ريف إن...» لم أنهي حديثي حتى حاولت لكمه في وجهه، لكنه هذه المرة أمسك بقبضتها وقال: «لا أحب قتال القطط في الحقيقة، ربما أستدعي الأفعى الخلابة كي تتولى أمرك.» أبعدت الاثنان عن بعضهما وقلت بغضب: «نحن لسنا أعداءً!»
نظرت ريف بحيرة شديدة، ثم توسعت عيناها وقالت مشدوهة تمامًا: «لا أصدق بريق! حياتك أكثر إثارة مما ظننت، ابنة حاكم سابق، وهذا السفاح أيضًا... مهلاً هل هو قريبك؟» أطلق الملثم ضحكة ساخرة فيما قلت بسرعة: «ليس كذلك، لا قرابة بيننا، القصة طويلة سأخبرك بها لاحقًا، قال أنه سيقودنا إلى أصدقائنا.»
— «كيف لي أن أثق به، ثم كيف له أن يعرف مكانهم؟!» راحت تمعن النظر به، حين انشغل بإبعاد المحاربين عن طريقنا.
— «أنا أثق به، قال أنهم في الميناء، على الأغلب هو شاهد حادس.» قلت.
— «في الميناء؟! هل ينوون الرحيل فورًا؟!»
أنت تقرأ
شادهافار
Viễn tưởngغرقت السماء في دماء العالم السفلي، حمراء قانية، وزمجرت الأرض وأخرجت ما في كبدها. لا تزال بريق غير مصدقة لما حدث، رغم إدراكها أن أمرًا كهذا من الطبيعي أن يحصل، من الطبيعي أن تخسر مملكة العريب أمام شيطان مثله. ما هو الشيء الذي جعلتها الشادهافار الأولى...