٨ | ما قبل الحرب

272 49 24
                                    


عندما يتعلق الأمر بمن تحب؛ يصير الأمر معقدًا، ومستنزفًا للطاقة. حين أتيت للمرة الأولى للبوتقة، كنت خائفة مرعوبة، فقدت عائلتي، فقدت منزلي، فقدت كل شيء، لقد بدأت من الصفر، صفحة بيضاء تمامًا، وكان أول اسم يكتب عليها؛ اسم حادس، الذي ملأ صفحة بأكملها. لا أذكر متى صرنا أصدقاء أو عائلة أو حتى أخوة، المسميات لا تهم، فأحيانًا يصعب أن نجد اسمًا لعلاقاتنا.

- «الآن بريق.»

- «أنت تمزح بالتأكيد.» قلت، نظر بإصرار متواصل، فأردفت متوترة: «ماذا علي أن أخبرها؟ نحن لا نريدك؟»

- «على أية حال، هي ليست مهتمة بنا، كل ما يهمها هو عملها. والآن كفي عن اللف والدوران، وقرري.»

ابتلعت ريقي وكدت أجيب لولا ظهور أيان المفاجئ.

- «إن كوال يبحث عنكم، قال أنه يمنع أن...»

حدق بتعابير حادس، الذي ركز مقلةَ عينيه علي دون أن يرمش.

- «ماذا يحدث؟»

- «أخبرني أيان، إن كنت مضطرًا للاختيار بين من سوف تقضي معه بقية حياتك، هل ستختارني أم سوف تختار ريف؟» سأل حادس ولا زال بصره معلقًا بي.

حك أيان عنقه وقال: «في الحقيقة سوف أختارك، أنا أحترم ريف، ولكني أفضل البقاء معك إن كنت مضطرًا للاختيار.»

ابتسم حادس بسخرية وقال لي: «انظري! هو لم يعرفني لأكثر من عشرة سنوات مثلك، مع ذلك اختار السير معي، وأنتِ... وأنتِ فقط ما زلت مترددة، بل أكاد أجزم أنك سوف تختارينها. أتذكرين تلك الليلة في العاصمة؟ حين قمت باختبارك؟ أتساءل ما إذا كان كل ما فعلته تمثيلاً، أكان تمثيلاً حقًا؟ هل كنت فقط خائفة من السفر وحيدة؟ لذلك كنت أنا المرافق لإبعاد الوحدة بالنسبة لك صحيح؟»

لم أستطع تحمل كل ذلك، فأخذت متسعًا من الهواء ولكمت حادس في منتصف بطنه قائلة: «هذه لأنك شككت بي. لعلمك فقط، أنا لم أذهب إليك فقط لأني بحاجة لمرافق سفر، أنا ذهبت إليك لأني مهتمة لأمرك، لأني أردت إكمال الرحلة معك.»

احتضن بطنه متألمًا، ونظر إلي حانقًا، واصلت:

«أنت بالفعل أحمق، هل أنت جاد بوضع مقارنة سخيفة كهذه؟ هل أنت طفل؟ لقد أردت أن تكون ريف بيدقًا في هذا الفريق، لأنها مميزة، قوية وذكية..»

- «حقًا؟!» بصق ساخرًا.

- «لقد اخترتها لأنها كانت مختلفة.»

- «يمكننا البحث عن مختلفين آخرون.»

- «أين؟ في مخيلتك؟»

شادهافار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن