٣٧ | مهبط الشادهافار

130 30 21
                                    

— «أنت من عشيرة البرق!» تفوه أحد حرس مهبط الشادهافار متسائلاً، بل كان متفاجئ بالأمر تمامًا.

نظر أيامين نحوه بضجر وقال: «يا له من سؤال أحمق، وكيف برأيك تجاوزت الحاجز.» ضحكت سديم ساخرة، وقد وقفت بين الاثنين تحت شجرة ضخمة حجبت ضوء شمس النهار عنهم.

كان حارسًا وحيدًا، ولم يكن معه أي من الحرس الآخرين، وقد عُيّن مؤخرًا، رجل كبيرًا في السن كأغلب الحرس، ولكنه الأكثر نشاطًا وفضولاً.

عاد يستفسر الحارس مستغربًا، لم يبدُ وأنه مهتم بترهيبهم: «هل تعرف 'رزان' ؟»

— «ومن هي هذه؟» أمسكت سديم ذراع أيامين وأجابت: «إنها الوريثة والمسؤولة عن هذه الأرض، بما أنك من ذات العشيرة.»

أبعد ذراعها عن يده قائلاً: «سبق وأخبرتك لم أعد من العشيرة، نحن غير مهتمين بالتعرف عليهم.»

— «لا تخبرني أن والدك هو 'أكدى'!» انفعل الحارس الفضولي.

تنفس أيامين الصعداء فيما تساءلت سديم عن هوية 'أكدى' أجابها الحارس: «يا إلهي، إن كان ابنه! إنه رجل شرير، لقد حاول بيع الشادهافار آسية، ذلك أن مبالغ مهولة قدمت إليه، وكاد أن يفعل لو لم تفشي آسية بمحاولته لاختطافها، فتدخل كبار القبيلة، وتم نفيه، ربما ذلك عائد إلى تربية والده 'نهار' المتساهلة، فقد كان شديد الطيبة حد السذاجة، وهو من سمح للشادهافار ' آسية' بأن تجول العالم محطمة قواعد كثيرة.»

— «يا للملل، إني لا ألوم والدك، وأتفهم جدك نهار، لقد عرف طموح والدتي، وحقق لها حلمها، يا له من رجل عظيم.» نظرت إلى أيامين مبتسمة بدلال وقالت: «تملك صفات التمرد كوالدك، وعدم الانصياع والسير مع السرب، وهذا ما أملكه أنا أيضًا، ألا ترى كم نحن متشابهين؟» اعترض الحارس قائلاً: «ألم تفهمي بعد؟ إنه يخطط لبيعك للطائفة كما حاول والده بيع أمك و..»

— «أنا من قررت أن آتي بصفتي صيادًا وليس من عشيرة البرق، لست مهتمًا بما حدث بالماضي، ولا يهمني أصلي، جئت فورًا ما أن عرفت أن بمقدوري اجتياز الحاجز، وأخذ هذه المعتوهة معي كصياد فقط.»

نطقت سديم بسرور: «أحب هذا اللقب! لا أمانع أن تأخذني حقًا، سأفعل أي شيء...»

— «لا تفهم.» قال الحارس: «لقد وصل خبر وجودك هنا إلى الوريثة رزان وكبار القبيلة، إنهم يستعدون للمجيء بنفسهم لقتلك، فإن النفي لا يجدِ نفعًا ما دمت قادرًا في أي وقت للولوج إلى مهبط الشادهافار.»

— «لا يهمني، لأنني سأرحل قبل أن يأتوا.»

أمسك بذراع سديم، لاحظت حينها أن يده كانت ترتعش وهي تمسك بذراعها.

شادهافار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن