١٣ | الكنز

217 30 64
                                    


– «من الممكن أن يكون هذا كله تلفيق.» أخذ الرجل يطالع أوراقها باستخفاف، فقالت ريف مبررة: «ليس تلفيقًا، لدي أدلة، كتب مخطوطات وتعاويذ، لدي ما يثبت.» كان صوتها مرتجفًا، وقد حاولت ساعية أن تكون نبرتها هادئة، خوفًا من أن يرفض قبولها في الصحيفة.

وضع حاجياتها على المكتب دون اهتمام، وقال يتثاءب: «لديك طائر زاجل، وهذا أمر جيد قد يؤهلك للعمل.»

– «هل ستنشر مقالي؟»
– «نحتاج أولاً أن نرسل دفعة من المخبرين إلى الجزيرة، وسوف نحقق في الأمر.» نظر إليها بنصف عين وقال: «سوف ننشر المقال باسمك ما أن تحين الفرصة، لدينا الكثير من الأعمال هنا في الجزر، والكثير من المواقع التي بحاجة للمراقبة، والناس كلها تترقب صدور الأخبار عن جزر البدر، وليس عن جزيرة منسية.»

– «سوف أبذل ما بوسعي للعمل هنا.»

– «لدينا نقص في الحمام الزاجل، ربما عليك مساعدتنا بذلك.» استقر بصره إلى كتفها، حيث وقف مرسال بشموخ. تلمست بأصابعها ريشه الأبيض، وقالت مترددة: «إن كان هذا سيساعد في توظيفي.»

ضحك متكلفًا وقال: «بالطبع! بالطبع! أنتِ ومن هذه اللحظة موظفة، كما قلت لدينا الكثير من المواقع التي تحتاج المراقبة، لذلك أعطي لك هذه المهمة.»

أخذ مرسال الذي صارع كي يبقى إلى جوار ريف، لكنها منعته حتى استسلم بغضب ظاهر، مدركًا أنها تتخلى عنه من أجل أحلامها. خرجت ريف من مكتبه بوجه قلق، رغم فرحتها بالانضمام إليهم، أكبر صحيفة في البلاد، إنه حلم يتحقق.

مشت بين المخيمات رويدًا، أرادت استكشاف المكان، حتى تلاقت أعينها معهم.

– «انظروا ماذا لدينا هنا، قطة تظن أنها مخبرة!» صاح أحد الرجال مستمتعًا برؤية ريف.

– «هل أنت هو قائد الفرقة؟» سألته ريف محاولة تجاهل إهانته لها، فكرت لو أنه أهانها في ظروف أخرى، كانت سوف تحطم له أنفه الكبير.

– «نعم أنا هو قائدك.» أحنى بجذعه على الطاولة، حتى يصير في قامة ريف القصيرة. كان وجهه قريب مثيرًا لاشمئزازها، فانتبهت لعدة أشخاص قد اقتربوا منها، وكلهم يحملون تعابير مزعجة جدًا لريف.

لقد فهمت تمامًا ما يتطلبه الأمر لتحقيق أحلامك، ليس التضحيات وحسب، بل أن تتقبل الإهانات رغم معرفتك الكاملة أنك تستطيع قتلهم في ثانية، أن تتقبل على مضض، وأن تصبح ضعيفًا وخائفًا، الصفات الأكثر كره لها.

***

قال نِزاز مبتسمًا: «لقد نلتم مني.»

شادهافار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن