كانت البيدق نيزك تقف أمام واجهة مهبط الشادهافار عندما وردتها رسالة من أخيها نِزاز، كانت الرسالة قادمة من خلف سور كوت، رسالة مختومة بطابع ملكي. كان مفهومها أن هجومًا قد شُن من قلب القرين، جيشًا كبيرًا من عامة القرين، يعتقد البيدق نِزاز أنه من تخطيط الحماة. ضمت الرسالة خبرًا ليس في وقته، حيث أن آخر نسيل من العنقاء قد أشعل السور ومن عليه من جنود، ثم إنه سمح للحماة ومن معه من المرتزقة بتسلقه.
—«تعرفين أن السور قد بني منذ آلاف سنين من قبل قبائل الأرض القديمة، ولم يسبق أن تعرض لخدش حتى. لن يستطيعوا تحطيمه.» قال أحد جنودها محاولاً طمأنة بالها.
تنهدت نيزك قائلة: «إنهم يستغلون انشغالنا، لقد اختاروا هذا الوقت بالذات.»
—«كلا.» جاء حادس من خلفها معترضًا برفقة ريف. كانت نيزك تعرف أنه سمع ما دار بينهم، وتعمدت أن يفصح حادس ما يملكه من أخبار في جعبته.
قالت ريف: «لقد كانوا يخططون لهذا الهجوم منذ سنة أو حتى أكثر، كان يفترض بنا أن نعاونهم، أن نشن هجومًا خلال هذا الأسبوع لاحتلال قصر الحاكم، لكن كما ترين، لم تتسنى لنا الفرصة.»
—«كيف وثقوا بكم؟!»
—«لسنا الوحيدين من وثقوا بهم، إن البوتقة وحلفاءها معهم أيضًا.» باح حادس بالقنبلة، ونظرت ريف إليه متفاجئة تمامًا. لطالما كان حادس يقدّر البوتقة والزوير والجهابذة وكل ما يتعلق بهم، حتى أنه كان يخطط لدخول الحلف مع الحماة فقط لأن البوتقة كانت في صفهم.
—«هذه معلومات مهمة!» هتفت نيزك، ثم راحت تبلغ جنودها: «ابحثوا عن جميع أسماء المتبرعين والحلفاء للبوتقة. نتوقع الآن أن كثيرًا من السادة مدوا الحماة بالمال والسلاح!» نظرت إلى حادس بامتنان وقالت: «لا أعرف كيف أشكرك.»
—«بل تعرفين.» مضى حادس إليها مكتفًا يديه حول صدره وأردف: «أنتِ مدينة لي بتفسير، من كلامك آنفًا، استطعت أن أحزر معرفة عميق تملكينها تجاه أيامين، أو علي القول السفاح الملثم»
—«ما الذي قد تستفيده من معرفتك قصد علاقتي بأيامين أكدى؟»
—«أنا من أطرح الأسئلة هنا، وأنتِ تجيبين.»
ابتسمت نيزك ناظرة إلى جنودها وقد اجتمعوا حول جندي قد صعقه الحاجز أثناء ما سقط عليه سهوًا.
—«ليست معرفة عميقة كما تتوقع.» تبادر لذهنها ذكريات طوى الزمان عليها، إلى أيامين الحامل على ظهره رضيعة لا يتجاوز عمرها السنة، إليه هو يحارب غاضبًا، يقفز ببراعة وكأن لا وجود لشيء خلف ظهره، شيء أشد أهمية من كل الأشياء التي حوله.
أنت تقرأ
شادهافار
Fantasíaغرقت السماء في دماء العالم السفلي، حمراء قانية، وزمجرت الأرض وأخرجت ما في كبدها. لا تزال بريق غير مصدقة لما حدث، رغم إدراكها أن أمرًا كهذا من الطبيعي أن يحصل، من الطبيعي أن تخسر مملكة العريب أمام شيطان مثله. ما هو الشيء الذي جعلتها الشادهافار الأولى...