تفحصت ريف خريطتها بتمعن، كان ضوء الشمس ساطعًا في منتصف الظهيرة، بدت لها المياه تغلي، والقارب يطفو بصمت، فيما الأشرعة قد توقفت عن الحركة. البحر يمتد على مرمى البصر، لا شيء بالقرب منهم عداه، كان هذا ما يفكر به أيان، حين تقيأ ما في جوفه للمرة الثالثة.
– «هل سوف يموت؟» تساءلت بريق مراقبة وجه أيان الذي فقد لمعانه.
– «كفى سخافة، إنها مرته الأولى على سطح البحر، من الطبيعي أن يشعر بالغثيان.» بررت ريف.
– «هذا يعني أنك قد رحلت عبر البحار؟» سألت بريق حادس، الذي نظر إليها شزرًا. قالت بريق:
«إنه القدر، ألا تعتقد أنه شيء مدبر أن نترك حقيبة في منزل قديم ومهجور، ربما سيحصل عليها شخص لا يملك المال لشراء أحذية لابنته.»جاهدت ريف بأن لا تضحك. استلقى أيان مجددًا على الأرضية الساخنة إثر أشعة الشمس، وضع ذراعه على وجهه حاجبًا ضوءها الحارقة. كان قد رفض عبوة المياه من حادس، لم يعد قادرًا على تناول أي شيء.
قفز وَهوب من بين المياه، ووقع على سطح القارب، وقد وجد الغداء أخيرًا، سمكة طازجة لا زالت تتحرك باضطراب.
– «فتى جيد!» هتف حادس فخورًا، وقد أخذ السمكة ووضعها داخل قصعة الطعام، إنها تعويذة قديمة وشائعة، لن تدوم سوى بضع دقائق حتى تصبح السمكة صالحة للأكل، لم يبدُ لريف أن ذلك جيد، حيث التقط مرسال سمكة صغيرة، أكلتها دون شواء، قائلة أنها تغذي أكثر حين لا تفقد الكثير بسبب النار.
عاد أيان يتقيأ، وأنظار حادس المشمئزة تراقب ريف.
– «أنتم فقط مجموعة مدللين، في بلدتي لا نشوِ أي شيء، حياتنا أسهل بكثير، بينما حياتكم معقدة، لذلك أنا ممتنة أني لست مثلكم.» استرسلت ساخرة: «مقزز حقًا.»– «أليس من المفترض أن نقول نحن ذلك؟» تساءل حادس.
– «هل تمازحني؟!» واصلت النظر لخريطتها، توقف حادس عن الأكل ونظر إليها بنفور تام وقال: «لديك الشجاعة الكافية لشتم البشر بينما هم حولك.»
– «هل تريد أن أذكرك؟ هؤلاء البشر على قاربي أنا.»– «هل تريدين أن أذكرك أنا الآخر؟ هذا القارب استطعتِ شرائه بأموالنا.»
– «لقد حصلت عليه لأني ساعدتكم، ثم لماذا تتحدث وكأنه مالك؟ أنسيت؟ أنت جلست بين الجمهور كالجبان.»
أنت تقرأ
شادهافار
Fantasyغرقت السماء في دماء العالم السفلي، حمراء قانية، وزمجرت الأرض وأخرجت ما في كبدها. لا تزال بريق غير مصدقة لما حدث، رغم إدراكها أن أمرًا كهذا من الطبيعي أن يحصل، من الطبيعي أن تخسر مملكة العريب أمام شيطان مثله. ما هو الشيء الذي جعلتها الشادهافار الأولى...